يجبُ تأويلُ أفعالِ أولياءِ اللهِ تعالى

يجبُ تأويلُ أفعالِ أولياءِ اللهِ تعالى
الإمامُ المحدِّث الفقيهُ القُطب النَّووي قدِّس سرُّه: 
«حُكي عن إبراهيم الرقي قال: قصدتُّه [يعني: أبا الخير التيناتي] مُسلِّمًا عليه، فصلَّى المغربَ فلم يقرأ الفاتحةَ مُستويًا؛ فقلت في نفسي: ضاعت سَفْرَتي... قلتُ: قد يتوهَّم مَن يتشبَّه بالفقهاء - ولا فقهَ عنده - أنَّ صلاةَ أبي الخيرِ هذا كانت فاسدةً؛ لقوله: (لم يَقرأ الفاتحةَ مُستويًا).
وهذه جهالةٌ وغباوةٌ ممَّن يتوهَّم ذلك، وجَسارةٌ منه على إرسال الظُّنونِ في أولياء الرَّحمنِ، فليحذرِ العاقلُ من التعرُّض لشيءٍ من ذلك، بل حقُّه إذا لم يَفهم حِكمَهم المستفادة ولطائفَهم المُستجادَة أن يتفهَّمَها ممَّن يعرفُها، وكلُّ شيءٍ رأيتَه من هذا النَّوعِ ممَّا يتوهَّمُ مَن لا تحقيقَ عنده أنَّه مخالفٌ ليس مخالفًا، بل يجبُ تأويلُ أفعالِ أولياءِ اللهِ تعالى».
قال الإمام المُناوي: «وإذا وجب تأويلُ أفعالِهم وجب تأويلُ أقوالِهم؛ إذ لا فرقَ».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلتُ: ينبغي أن نقفَ طويلًا عند قول الإمام النوويِّ: «يجبُ تأويلُ أفعالِ أولياءِ اللهِ تعالى»؛ لنعلمَ إلى أيِّ مدى يتسرَّعُ مَن يجزمُ بأنه لا تأويلَ لغير المعصومِ، وكيف يتلقَّى أهلُ العلم الراسخون ما يُروى عن الأولياء بحُسن الاعتقاد، لا المسارعةِ إلى الانتقاد.. جعلنا الله في مصافِّ المعتقِدين المسلِّمين لأهل كرامتِه.
#محمد_المالكي_الأزهري