كيف استنتج ابن القيم صفة البصر من قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا}

• الخوارج المارقين

قَالَ تِلْمِيذ الحَرَّانِي ابْنُ قَيَّم الجَوْزِيَّة: ((وَقَالَ تَعَالَى فِي آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ الْمُعَطِّلِينَ: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا}[الأَعْرَاف: 195] فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ عَدَمَ الْبَطْشِ وَالسَّمْعِ #وَالْمَشْيِ وَالْبَصَرِ #دَلِيلًا_عَلَى_عَدَمِ_إِلَهِيَّةِ مَنْ_عَدِمَتْ_مِنْهُ_هَذِهِ_الصِّفَاتُ، وَقَدْ وَصَفَ سُبْحَانَهُ نَفْسَهُ #بِضِدِّ_صِفَةِ_أَوْثَانِهِمْ وَبِضِدِّ مَا وَصَفَهُ بِهِ الْمُعَطِّلَةُ وَالْجَهْمِيَّةُ، فَوَصَفَ نَفْسَهُ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ #وَالْفِعْلِ_بِالْيَدَيْنِ #وَالْمَجِيءِ_وَالْإِتْيَانِ، وَذَكَرَ ضِدَّ صِفَاتِ الْأَصْنَامِ الَّتِي جَعَلَ امْتِنَاعَ هَذِهِ الصِّفَاتِ فِيهَا #دَلِيلًا_عَلَى_عَدَمِ_إِلَهِيَّتِهَا))(1) بشينه ومينه!!!...

تأمل أيها المنصف ما في كلام ابن القيم هنا من تلبيس وتجسيم:

(أ) قوله تعالى: {أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا} == استخلص منه الرجل إثبات ((#المشي!)) لربه!!! وألحقه بما هو من جنس ((#الحركة!)) كَـ: ((#المجيء!)) و((#الإتيان!))!!! == وهذا قياس صريح على رجل المخلوق التي هي أداة المشي عنده؟!!!...

(ب) {أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا} == فسره الرجل بقوله: ((الْفِعْل بِالْيَدَيْنِ)) == فربه يفعل بأداة اليد كالمخلوق؟!!!...

والسؤال الآن: كيف استنتج ابن القيم صفة البصر من قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا} وكذلك صفة السمع من قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا}؟! فظاهر الآية نفي العين التي هي أداة الإبصار وليس نفي صفة البصر فقط..وكذلك الشأن في صفة السمع فظاهر الآية نفي الأذن التي هي أداة السمع لا نفي صفة السمع فقط..فكما ربط ابن القيم نفي الأرجل عن الأصنام بإثبات المشي لربه وربط نفي البطش عنها بإثبات الفعل باليد له فيلزمه لزوما بينا أن يكمل على نفس المنهج المختل ليقرر أيضا:

(ج) {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا} == إثبات أن ربه يبصر #بأداة_العين؟!!!...

(د) {أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} == إثبات أن ربه يسمع #بأداة_الأذن؟!!!...

ثم تجد السذج يصرخون: لا..لا..ابن القيم ليس بمجسم؟!...

_________________

(1) مُخْتَصَرُ الصَّوَاعِقِ الـمُرْسَلَةِ عَلَى الجَهْمِيَّةِ وَالـمُعَطِّلَةِ (299-300/1) لابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (ت:751هـ) اخْتِصَار: مُحَمَّد بْن الـمَوْصِلِي (ت:774هـ)، تَحقِيق: الدُّكْتُور الحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن العَلَوِي، دَار أَضْوَاء أَضْوَاء السَّلَف لِلنَّشْر وَالتَّوْزِيع: الرِّيَاض - السَّعُوِديَّة، طَبْعَة: 1425هـ - 2004م.

وكتبه الشيخ / ياسين بن ربيع حفظه الله

اقرأ أيضاً