نُزُولَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا

قَالَ تِلْمِيذ الحَرَّانِي ابْنُ قَيِّم الجَوْزِيَّة: 
((إِنَّ نُزُولَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا قَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ، رَوَاهُ عَنْهُ نَحْوَ ثَمَانِيَةٍ وَعِشْرِينَ نَفْسًا مِنَ الصَّحَابَةِ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُبَلِّغُهُ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَجْمَعٍ، فَكَيْفَ يَكُونُ حَقِيقَتُهُ مُحَالًا وَبَاطِلًا وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَآلِهِ] وَسَلَّمَ يَتَكَلَّمُ بِهَا دَائِمًا وَيُعِيدُهَا وَيُبْدِيهَا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، وَلَا يَقْرِنُ بِاللَّفْظِ مَا يَدُلُّ عَلَى مَجَازِهِ بِوَجْهٍ مَا، بَلْ يَأْتِي بِمَا يَدُلُّ عَلَى #إِرَادَةِ_الْحَقِيقَةِ، كَقَوْلِهِ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي" وَقَوْلُهُ: "مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ"، وَقَوْلُهُ: "فَيَكُونُ كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ #ثُمَّ_يَعْلُو_عَلَى_كُـــــــــرْسِيِّهِ". فَهَذَا كُلُّهُ #بَيَانٌ_لِإِرَادَةِ_الْحَقِيقَةِ_وَمَانِعٌ_مِنْ_حَمْلِهِ_عَلَى_الْمَجَازِ))(1)!!! بشينه ومينه...

وأكد في موضع آخر هذا التجسيم القبيح فزاد وقال: ((إِنَّ قَوْلَهُ: "مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرُ لَهُ" إِذَا ضَمَمْتَ هَذَا إِلَى قَوْلِهِ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا" وَإِلَى قَوْلِهِ: "فَيَقُولُ" وَإِلَى قَوْلِهِ: "لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي غَيْرِي" عَلِمْتَ أَنَّ هَذَا #مُقْتَضَى_الْحَقِيقَةِ_لَا_الْمَجَازِ، وَأَنَّ هَذَا السِّيَاقَ #نَصٌّ_فِي_مَعْنَاهُ_لَا_يَحْتَمِلُ_غَيْرَهُ_بِوَجْهٍ، #خُصُوصًا_إِذَا_أُضِيفَ إِلَى قَوْلِهِ: "#ثُمَّ_يَعْلُو_عَلَى_كُــــــــرْسِيِّهِ"!!! وَقَوْلِهِ فِي حَدِيثِ الْمَزِيدِ فِي الْجَنَّةِ الَّذِي قَالَ فِيهِ: "إِنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ #نَزَلَ_عَنْ_كُرْسِيِّهِ..."!!!، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِي آخِرِهِ: "#ثُمَّ_يَرْتَفِعُ وَيَرْتَفِعُ مَعَهُ النَّبِيُّونَ وَالصِّدِّيقُونَ"))(2)!!!

فرب ابن القيم كما ترى: تارة ينزل من على الكرسي [تأمل الكرسي وليس العرش!!!] وتارة يرتفع ويصعد ليجلس على الكرسي؟!...وهذه الوثنية كما ترى بناها الرجل على حديث باطل لا يقوم حجة حتى في باب فضائل الأعمال ناهيك عن أصل الأصول التوحيد؟!!!...وحتى الوهابي محقق الكتاب يعلم ذلك؟!...
_________________
(1) مُخْتَصَرُ الصَّوَاعِقِ الـمُرْسَلَةِ عَلَى الجَهْمِيَّةِ وَالـمُعَطِّلَةِ (ص:1008-1009) لابْنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ (ت:751هـ) اخْتِصَار: مُحَمَّد بْن الـمَوْصِلِي (ت:774هـ)، تَحقِيق: الدُّكْتُور الحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن العَلَوِي، دَار أَضْوَاء أَضْوَاء السَّلَف لِلنَّشْر وَالتَّوْزِيع: الرِّيَاض - السَّعُوِديَّة، طَبْعَة: 1425هـ - 2004م.
(2) مُخْتَصَرُ الصَّوَاعِقِ الـمُرْسَلَةِ عَلَى الجَهْمِيَّةِ وَالـمُعَطِّلَةِ (ص:1113-1112)

وكتبه الشيخ / ياسين بن ربيع حفظه الله