غلو البعض فى مدح الحكم العطائية !!

كتب للخادم بعض الأحباب منتقدا غلو البعض فى مدح الحكم العطائية, 
فقال: الحكم العطائية عمل بشرى ؛ غالى فيها بعضهم (الفقيه البنانى) حتى قالوا : كادت حكم ابن عطاء الله ان تكون وحيا ؛ و لو كانت الصلاة تجوز بغير القرآن لجازت بكلام الحكم !!! .
المغالاة واضحة تناسوا اين موقع هذه الحكم من الاحاديث القدسية و الاحاديث النبوية ؟!!
***
فأجابه الخادم وبالله التوفيق:
لا شك أنها عمل بشرى, ولا شك أنها عمل فى غاية الكمال البشرى بحسب طاقة البشر, ولا شك أن سيدى ابن عطاء وفقه الله تعالى فيها غاية التوفيق, وهى حكم تصور لنا التجربة الصوفية الشاذلية ومراحلها وعللها ومعالجتها بأصدق ما تكون, 
وإذا كنا نؤمن بقضية الوراثة المحمدية, وأن الوارث نصيبه من مورثه بقدر حظه من فروض الميراث , وإذا كان المورث أعطى جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم, فقد نال ورثته منها حظوظهم بقدر وراثتهم, وما نطقوا به من جوامع الكلم فهو من ميزاب المورث, وشهادة صدق بصحة وراثة الوارث, شأنها شأن الكرامات, بل هى نوع منها, وكرامة الولى شهادة بصحة إقراره لنبيه, ومحسوبة ضمن معجزات نبيه وامتداد لها كما ذكر علماء الكلام.
والحكم العطائية فيها من الكمال بقدر الوراثة المحمدية, وفيه من النقص بقدر العوارض البشرية.
وقد قال سيدنا صلى الله عليه وسلم: "إن من البيان لسحرا", والحكم بلغت غاية البيان وسحره.
وننزه القرآن عن أن يشبه به كلام أحد من البشر, ونعذر القائل إذ استلبت عقلَه بسحرها الحكمُ.
والحكم فى الحقيقة تمثلت قيم القرآن والسنة الروحية, فهى مستنبطة منهما مثلها مثل الأحكام الفقهية, والدقائق البلاغية.
والكاتب لنا بذلك أراد النصيحة الخالصة، وتنزيه القرآن عن مثل هذه التشبيهات البلاغية، وحماية جناب القرآن العظيم عن المبالغات ا?دبية، وهو محق فى هذا الجانب إذا نظرنا للكلام من الناحية العقدية المحضة.
ولا يغض كلامه من قيمة الحكم، ولم ينتقدها أصلا، وإنما انتقد تلك المقولة المبالغة, ولكنها كشأن التشبيهات البلاغية, وينبغى أن يفهم ذلك فى إطارها, دون أخذ قائلها بلوازم تشبيهه.
***
#مذاكرات_الأحباب:
بقلم الشيخ الدكتور عصام أنس الزفتاوى حفظه الله