س : هل يعتبر الذاكر آثما إذا ذكر الله بغية دفع البلاء ؟

#مذاكرات_الأحباب: 
س : هل يعتبر الذاكر آثما إذا ذكر الله بغية دفع البلاء ... وشكرا لحضرتكم
***
الجواب وبالله التوفيق :
الذاكر لدفع البلاء ولتحصيل النعماء ليس آثما قطعا إذا أورثه ذلك أحوالا سنية ، وذلك أننا مأمورون بالتوجه إلى الله فى كل أمورنا، وأن ندعوه ونلجأ إليه لحصول الخير لنا ودفع الشر عنا، فهنا قد يتحول البلاء من نقمة إلى نعمة إذا أورثنا الافتقار إلى الله واللجوء إليه وتذكره والصبر على ابتلائه، وهذه أحوال سنية توجب الشكر عليها.
وإذا أنعم علينا رجعنا إليه بالشكر والحمد والاستغناء به عن كل ما سواه, فكل هذا أمور صحيحة مطلوبة شرعا, وأحوال سنية.
فإذا أعقب الذكر لرفع البلاء ودفعه أو لتحصيل الخير وطلبه أحوالا سنية ومقامات علية كان الذكر محمودا، كالصبر والمصابرة والافتقار إلى الله واللجوء إليه، وحسن التوكل عليه وتفويض الامر إليه، عاد البلاء نعمة، والمنع عطية.

* وإذا أورثنا طلب الخير مقامات وأحوال سنية كالشكر والحمد والاستغناء به عن كل ما سواه كان العطية نعمة, والشكر واجبها, وكان الحال كما وصفه تعالى { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم 7).
وإن لم يصحب طلب رفع النعمة شكر إن أعطيناها, وصبر إن منعناها, ورضا عن الله فى الحالين, صارت النعمة بلية إن حصلت, وطلبها معلول إن وقع وحظ نفس لا غير.

* إما إن كان الحال كما وصف تعالى {وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا} [الاسراء 83], {وإذا أنعمنا على الانسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} [فصلت 51]، {وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} [يونس 12].
فمن كان حاله فى الذكر والدعاء كما وصفه الله ، فذكره ودعاؤه معلول، وذلك لان حاله معلول.
والحاصل أنه بحسب حال العبد يكون الامر مدحا وذما، فمن رجع بذلك إلى ربه وفر إليه وأورثه حالا سنيا كان فعله ممدوحا، ومن رجع إلى نفسه وفر من ربه وأورثه حالا رديا كان فعله مذموما.
***
بقلم الشيخ الدكتور عصام أنس الزفتاوى حفظه الله