س: مش قادر أحافظ على الورد الأساس والمسبعات والوظيفة ؟

 مذاكرات الأحباب: 
س: يا مولانا أنا مشغول فى الدراسات العليا, ومش قادر أحافظ على الورد الأساس والمسبعات والوظيفة, ونفسى أدخل فى الذكر بالأسماء الحسنى ومش عارف , وحاسس إنى محبط ومش نافع فى الطريق ؟

الجواب وبالله التوفيق:
يا احباب ليس من الضرورى أن الواحد يدخل فى الذكر بالاسماء الحسنى, وله بحسب ظروفه ان يقتصر على الورد الاساس والمسبعات والوظيفة, فقط.
خاصة طلبة العلم, واصحاب المهن التى تبتلع نصف يوم, وربات البيوت صاحبات العبء الكبير فى رعاية شئون الاسرة , كل هؤلاء وردهم ما اقامهم الله فيه من طلب للعلم او سعى على المعاش او رعاية للاسرة, فهم فى عبادة وذكر طيلة الوقت.
فورد طالب العلم فى تعلمه.
وورد صاحب المهنة فى مهنته.
وورد ربة الأسرة فى رعايتها.
المهم لازم تخلى قلبك مع ربك طول الوقت,

1- هذه قاعدة من قواعد الطريق الشاذلى تكلمنا معكم فيها سابقا, ولهذا كان سيدى ابو الحسن الشاذلى رضى الله عنه يقر كل من يأتى إليه على حاله من عمل او كسب او وظيفة ونحو ذلك ويقول له : "كن على ما أنت عليه, وما كتب لك على أيدينا من الطريق يصل إليك".

2- ومن قواعد الطريق الشاذلى: أن مجاهدتنا للنفس تتلخص فى مجاهدة النفس على العمل بالشريعة , ولا يطلب من المريد مجاهدات روحية شاقة , ولا يطالب بغير أن يجاهد نفسه على العمل بالشريعة.

3- ومن قواعد الطريق الشاذلى: حفظ القلب دائما مع الله.
فهذه القواعد الثلاثة تجعل طريقنا واضح , يسر لا عسر , وسهل لا مشقة, بل طريقة الراحة لا طريق التعب, ولهذا كان سيدى أبو الحسن الشاذلى يقول: "الشيخ من دلك على راحتك, لا من دلك على تعبك", فطريقنا الشاذلى, طريق أقيم على يسر الشريعة والعمل بها, دون تعب ولا مشقة.
ولهذا باطمئن الاحباب الذين يشتكون من الحيرة والتوهان والقلق, وصعوبة الطريق, واقول لهم: ليس فى الطريقة الصديقية الشاذلية ما ينتج للمريد حيرة ولا توهان ولا مشقة, واساسها ما سبق, ومولانا الإمام على جمعة, قد أنار الله به قلوبنا وعقولنا وأرواحنا, فقهاً وفهما وطريقا وسلوكا, وفقه مولانا الإمام فقه يقوم على يسر الشريعة وفهم الواقع, ومراعاة طبيعة العصر, ومراعاة طبيعة النفس البشرية.
والله يأخذ بنواصينا إليكم.
***
***
#مذاكرات_الأحباب:
بقلم الشيخ الدكتور عصام أنس الزفتاوى حفظه الله