قال فضيلة الشيخ محمود خطاب السبكي رضى الله عنه
(اعلموا يا إخوانى) أنَّ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - يَحْضُرُ فى كُلَّ مَجْلِسٍ صُلَّى عَلَيْهِ فِيهِ صَلاةَ الْمُحِبَّين...
الْمُكْثِرينَ الْمُخْلِصِينَ الْمُتَيَّمينَ الْمُقْبِلِينَ الصَّادِقِينَ الْمُتَأَدِّبِين.
لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّهُمْ إِذْ ذَاكَ جُلَسَاءُ مَنْ لا يَنَام، وَرَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَأَبْهَى السَّلام،
كأَنَّهُمْ بِالْفِعْلِ دَاخِلَ الْحَرَمِ المُنِيف، رُكَّعًا سُجَّدًا بَيْنَ الرُّوْضَةِ وَالْمَقَامِ الشَّرِيف،
وَتَجَلَّى عَلَيْهِم بِمَزِيدِ الرِّضْوانِ الرَّبُّ اللَّطِيف، وَالْحَبيبُ النَّبِىُّ كَشَفَ اللِّثَام.
عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَأَبْهَى السَّلام،
وَعِنْدَ ذَلِكَ يَحِقُّ لَنَا أَنْ نَقُول: كَمَا قَالَ الْمُحِبُّ عِنْدَمَا شَاهَدَ مَقَامَ الرَّسُول، فَصَارَ يُهَنِّى بِعَذْبِ الْمَقُول،
وَأَنَّهُ بَلَغَ الْمَرَامَ بِرُؤْية طه عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَأَبْهَى السَّلام :
بَلَغْتُ مُرَادِى وَنِلْتُ الْمُنَى وَزَادَ سُرُورى وَزَالَ الْعَنَا
فَماذَا الَّذِى أَرْتَجِى بَعْدَهَا وَهَذَا الرَّسُولُ وَهذَا أَنَا
فَبُشْراكَ بُشْرَاكَ يَا نَاظِرِى تَمَلَّ وإِيَّاكَ أَنْ تُغْبَنَا
فَحَيْثُ الْتَفَتَّ رَأَيْتَ الرَّسُول وآثَارَهُ مِنْ هُنَا أَوْ هُنَا
تَمَلَّ فَهذَا مَكَانُ الْحَبِيبِ وَهذَا التَّوَاصُلُ قَدْ أَمْكَنَا
وَخَلِّ الدُّمُوعَ إلى وَقْتِهَا ... وإِنْ حَسُنَ الدَّمْعُ عِنْدَ الْهَنَا
المقامات العلية فى النشأة الفخيمة النبوية صـ 11