المغالطات المنطقية في الفتوى البازية

 لا يتوفر نص بديل تلقائي.

صورة وتعليق  .. المغالطات المنطقية في الفتوى البازية...
(1) . في الصورة فتوى ابن باز رحمه الله في تبديع الاحتفال باحياء ليلة النصف من شعبان ...
(2) . ابن باز رحمه الله أخطأ كثيرا عندما قال بمثل هذه ومن ينشر هذه الصورة من اتباعه انما يسيء للشيخ في قبره لانها تظهر تدليس وافتراء اما لجهل في فقه الاخر المخالف له او جهل من صحح احاديث فضل الليلة المباركة ... وهذا من نظير المغالطات المنطقية ...تقومون بها للتغطية على عدم مقدرتكم على اثبات صحة حجتكم!!
(3) . المغالطات المنطقية في الفتوى لا تحتاج الى كبير عناء ليكتشفها طالب العلم من اهل السنة بل واضحة كالشمس في رابعة النهار ...كما يلي :
(❶). المغالطة المنطقية الاولى : مجموعة في ( التحريف واستخدام المتشابهات والالتباس في المعنى)
تعمد استخدام المعاني المزدوجة أو المبهمة لغوياً بغرض التضليل أو تحريف الحقيقة ويصعب التحقق من مراد قائلها، ويقابلها في الضد الألفاظ المُحْكمة، أي التي تحمل معنى واحدا لا لبْس فيه... ويتعمد قائلها تحريف الكلمات لتغيير معانيها بما يحقق أهدافه... وهنا قوله (الاحتفال) وهي مصطلح ينجمع فيه احياء الليلة والصلاة جماعة وقراءة الاوراد من قران وادعية... الخ الخ !!
وجه الخطأ: استخدام مصطلح من المتشابهات
واهل السنة يفرقون في كل مصطلح ما يندرج تحته من افعال للمكلفين
**. فاحياء الليلة من السنة المطهرة كما ثبت عند السلف من اهل السنة ويشهد لها ما ذهب اليه جمهور المذاهب الاربعة على استحباب احيائها فقد ذهب جمهور الفقهاء لحديث (يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحن، وقاتل نفس) رواه الإمام أحمد في "المسند" (11/217) من حديث عبدالله بن عمرو بسند صحيح بشواهده وعند الطبراني في "المعجم" بسند صحيح بزيادة : (إلا لمشرك أو مشاحن) قال الهيثمي: رجاله ثقات..(الموسوعة الفقهية الكويتية 235/2)
وهذه اقوال جمهور المذاهب الاربعة:
[1] . الشافعية : تستحب (الاحياء لحجة الاسلام الغزالي 202/1) وتندب (حاشية القليوبي 359/1): صلاة ليلة نصف شعبان
[2] . الاحناف : من المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان (البحر الرائق 56/2)
ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد قال في الحاوي القدسي ولا يصلى تطوع بجماعة غير التراويح وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة كليلة القدر وليلة النصف من شعبان وليلتي العيد وعرفة والجمعة وغيرها تصلى فرادى
[3] . الحنابلة : أما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان في السلف من يصلي فيها لكن الاجتماع فيها لإحيائها في المساجد بدعة (الاقناع 154/1)
[4] . المالكية: كرهها المالكية ان تصلى جماعة وان يدعى لها في مسجد واما منفردا تخضع لحكم النوافل المطلقة في البيوت وهي مستحبة
وتستحب اذا لم يعتقد انها سنة (منح الجليل 335/1) وإن كان الجمع قليلا بمكان غير مشتهر (فلا) يكره ... والكراهة إن قصد بها أنها سنة في ذلك الوقت وإلا فيندب
(❷) المغالطة الثانية : التعميم
الصلاة جماعة : فقد كرهها الجمهور واستحبوا احيائها فرادى ولا يصل كما يظهر ان الجمهور يعني كما قال ابن باز (أجمع) فقد ثبتت عن كبار التابعينقال بن رجب الحنبلي في لطائف المعارف ص 263: وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر و(اسحق بن رهويه) و غيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة .
قال ابن تيمية : وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِيهَا جَمَاعَةً فَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَةٍ عَامَّةٍ فِي الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ ) مجموع الفتاوي (23/ 132) وقال ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم 302) : (ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ...
وقال ابن تيمية : عن صلاة الألفية في ليلة النصف من شعبان، والرغائب، ونحوها، يداومون فيه على الجماعات. ومن الناس من يكره التطوع جماعة. ومعلوم أن الصواب فيما جاءت به السنة. فلا يكره أن يتطّوع في جماعة، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -. ولا يجعل ذلك سنة راتبة ( مجموع فتاوى ابن تيمية 113/23)
قلت :
والحق في ذلك ان السلف اختلفوا فيها كما يلي :
(1) . يجوز اداؤها جماعة وفرادى
(2) . يجوز اداؤها فرادى فقط ولا يجوز اداؤها جماعة ( وهذا قول الجمهور)
(3) . لا يجوز اداؤها جماعة ولا فرادى
ومن هنا يظهر ان قوله (أجمع) جاءت في سياق خاطيء و (احاديثها ضعيفة او موضوعة) تقرير خاطيء وتعميم لا ينبغي مع وجود حفاظ ومحدثين قالوا بصحتها
(❸) المغالطة الثالثة : الانزلاق في النتائج
سلط الاهتمام على فرضيات مبالغ فيها ليس لها أساس. وبالتالي يتم تحجيم قوة الحجة الأساسية عبر افتراضات غير مبرهنة
استنتج ان هذه (بدعة حرام)
ووجه الخطأ فيها انه لا يطلق على مسألة مختلف فيها مستندة على تصحيح احاديثانه بدعة .. والبدعة هي انشاء رأي ليس عليها دليل عام فضلا عن خاص...
(❹) المغالطة الرابعة : تجاهل القضية الاساسية في المسألة
يلجأ اليها من حجته ضعيفة فيصرف الانظار عن القضية الاساسة للنقاش وهنا تم تعتيم مسألة احياء الليلة كسنة ثابته وشرّق وغرّب على الاحتفال ليضم اليها الصالح والطالح من الاعمال!! والجواب عليه كان ينبغي ان يفرّق حرامه حرام وحلاله حلاله..
فمثلا نحن متفقون على عدم جواز تخصيص صلاة في هذه الليلة كصلاة الرغائب او الالفية وعدم الدعوة الى صلاتها جماعة بل نقول بالصلاة فرادى ...
(❺) . المغالطة الخامسة : مغالطة سمكة الرنكة الحمراء
ويقصد بها علماء المنطق : هي اخفاء الاثر من بعض اللصوص لتضليل كلاب الحراسة برائحتها فلا تتمكن من تمييز رائحتهم وتعقبهم ... يتعمد مرتكب هذه المغالطة صرف اهتمام الآخرين بالحديث عن قضية أخرى وإثارة مشاعرهم بها للتغطية على قضيته التي يعجز عن إثباتها، وهذه مغالطة أكثر تضليلا من السابقة
استخدامه : لمفردات (اجمع) (الاحتفال) ( بدعة) (احاديثها ضعيفة او موضوعة)
(❻) المغالطة السادسة : العلة الزائفة ...
يحاول المغالِط تزييف الحجة عبر ربط القضية بعلة غير صحيحة ليصل إلى نتيجة خاطئة وهي قوله ربط النتيجة الخاطئة (بدعة) بمقدمات تفتقر للبناء العلمي في اصول الفقه كما بينا اعلاه (اجمع) (تضعيف احاديث فضائل الليلة)
والجواب من حيث اصول الفقه ما دام فضائل الليلة ثابتة فان احيائها بالاذكار والصلاة بضوابطها التي تكلمنا عنه لا بأس فيه ويندرج تحت اقسام البدعة الخمسة التي اتفق اهل السنة عليها كما نقلها سلطان العلماء العز ابن عبدالسلام...
ورد من أحاديث بعضها حسن وبعضها ضعيف يتقوى بغيره، قال الحافظ ابن الصلاح في بعض فتاويه (وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة)
قال الشيخ ابن تيمية ( وَأَمَّا لَيْلَةُ النِّصْفِ فَقَدْ رُوِيَ فِي فَضْلِهَا أَحَادِيثُ وَآثَارٌ وَنُقِلَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ فِيهَا فَصَلَاةُ الرَّجُلِ فِيهَا وَحْدَهُ قَدْ تَقَدَّمَهُ فِيهِ سَلَفٌ وَلَهُ فِيهِ حُجَّةٌ فَلَا يُنْكَرُ مِثْلُ هَذَا. وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِيهَا جَمَاعَةً فَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى قَاعِدَةٍ عَامَّةٍ فِي الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّاعَاتِ وَالْعِبَادَاتِ ) مجموع الفتاوي (23/ 132)
(❼) المغالطة السابعة : مغالطة القناص :
هي انتقاء الادلة التي تدعم الحجة مع تجاهل الادلة التي لا تدعم الحجة وتدعم حجة الخصم ..
وهنا تم توجيه ذهن التابع ان الاجماع!! والاحاديث كلها ضعيفة وموضوعة!! بخلاف الواقع .. ولا ارجى من رد الامام شريك على من طعن في الاحاديث عن الليلة المباركة كما نقل في السُّنَّة لعبد الله بن الإمام أحمد 1/ 273 :
(عن عبَّاد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان ، قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث ..قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها ....قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث )
قال صاحب تحفة الأحوذي 3/365:
(اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنها ... فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم ) اهـ

(❽) المغالطة الثامنة : مغالطة ابيض او اسود
أن تعرض خيارين على اعتبار أنهما الخيارين الوحيدين المتاحين، بينما في الحقيقة هناك خيارات أخرى ممكنة.وإشكالية هذا الاسلوب أنه يظهر وكأنه مبني على منطق سليم بينما يتطلب الأمر من الطرف الآخر تجاوز الخيارين والنظر خارج الإطار للخيارات الأخرى المتاحة.
قوله بدعة لم يدع لك خيار!!

واخيرا اقول :
1. المنهج الصحيح في التعامل مع المسلمين هو: تصحيح أفعال الناس أولى من إبطالها وتضليلهم، ووصفهم بالمبتدعة (!!) ..فكيف وقد وافقت أقوال بعض الفقهاء استنادا الى احاديث بعض الحفاظ والمحدثين صححوها...، وما دام أنها لم تخرج عن دائرة الشريعة بهوى او حظ نفس ....
في الفتاوى الكبرى لابن تيمية 2/262 ومجموع الفتاوى 23/131 :
مسألة : في صلاة نصف شعبان
الجواب: إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن...
2. من ثبت لديه ان احاديثها ضعيفة ولا يقر ان لها اصلا بمجموع الطرق الكثيرة التي رويت بها فله ذلك .. ولكن عليه ان يحترم احكام المحدثين والحفاظ الاخرين من رجح بتحسين هذه الاحاديث او بعضها
3. ليأخذ كل فريق وما ترجّح لديه ... ولا يُشنّع أحد على أحد... فمن ثبت عنده فضلها فعليه ان يجتهد في العبادة كما يشاء باي وسيلة كانت تفي بمقصد الشرع في العبادة المطلقة...ولا يخصّها بعبادة خاصة..

ودمتم بحب ..
زياد حبوب ابو رجائي