أهل اليقين .. و أهل الاحتمال
~~~~~~~~~~~~~~~
بعض الدعاة الصادقين الطيبين عند مناقشتهم للملاحدة يعتمد في إقناعه على قانون الاحتمال الذي يتفهمه هذا الملحد فتراه يقول له : لو طلع الاسلام صح فقد أمنا به و اتبعنا تعاليمه .. و إن طلع كلامكم صحيحا فلن يضيرنا شيء ، و عندها نكون سواء ، و هذا الأسلوب قديم .. و لكن هذا الأسلوب و إن كان يجدي عند البعض فإنه مرفوض تماما عند العلماء الربانيون أهل اليقين .. فالله عندهم ليس محل شك و لا يجوز التعامل مع وجوده بقانون الاحتمال و مبدأ (الأمر لا يخلو من أحد فرضين .. إما .. و إما) فهذا ليس إيمان بقدر ما هو شباك ترمى للملحد ليغتنم في كل الظروف و ليسلم في كل الفروض ..
أما العلماء الربانيين ورثة الأنبياء و الرسل و هؤلاء مبدأهم (قالت رسلهم أفي الله شك) .. و هؤلاء عرفوا المخلوق بالخالق كما تعرف محتويات الغرفة المظلمة بالمصباح الذي ينير لك و (الله نور السموات و الأرض) فبه استنارت لك الحوالك و تبددت الظلمات و عرفت به سواه .. و هذا هو الأصل عندهم ..
و منهم فئة تصل للخالق من خلال المخلوق فتقول من خلق الشمس ؟ من ابدع السموات ؟ أتوجد صنعة من غير صانع ؟ .. و هذا ايضا أسلوب مقبول .. مع الفارق بين المقامين فهذا وصل بالله لخلق الله و الأخر تعرف على الله بعد تعرفه أولا على صنعته .. وكلاهما مقبول و لكن من قبيل (فإن لم يكن وابل فطل)
أما هذا الإيمان المبني على الفروض و الاحتمالات ايمان أعرج هزيل .. ايمان على (الحركرك) صحيح أحسن ما صاحبنا يضل خالص .. و لكن أهل اليقين حاجة ثانية .. حاجة ثانية خالص و لذا تجد حتى النفس منهم يخرج بمدد يقول سبدي داود بن ماخلا (العارف لو تنفس في قرية لازداد أهلها يقينا) و هذا ما كنا نستشعره بعد مجالسة أشياخنا كالزكي ابراهيم و زكريا البخاري و الدماريسي .. يغسل قلبك من نزغات الظنون و الشكوك و الريب الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب و تعكس لك عينه و نبرة صوته أنوار اليقين الذي يعايشه و يتعامل به و معه و فيه .
اللهم اجعلنا جميعا من عبادك العارفين الموقنين المخلصين المخبتين .. آمين
و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم
~~~~~~~~~~~~~~~
بعض الدعاة الصادقين الطيبين عند مناقشتهم للملاحدة يعتمد في إقناعه على قانون الاحتمال الذي يتفهمه هذا الملحد فتراه يقول له : لو طلع الاسلام صح فقد أمنا به و اتبعنا تعاليمه .. و إن طلع كلامكم صحيحا فلن يضيرنا شيء ، و عندها نكون سواء ، و هذا الأسلوب قديم .. و لكن هذا الأسلوب و إن كان يجدي عند البعض فإنه مرفوض تماما عند العلماء الربانيون أهل اليقين .. فالله عندهم ليس محل شك و لا يجوز التعامل مع وجوده بقانون الاحتمال و مبدأ (الأمر لا يخلو من أحد فرضين .. إما .. و إما) فهذا ليس إيمان بقدر ما هو شباك ترمى للملحد ليغتنم في كل الظروف و ليسلم في كل الفروض ..
أما العلماء الربانيين ورثة الأنبياء و الرسل و هؤلاء مبدأهم (قالت رسلهم أفي الله شك) .. و هؤلاء عرفوا المخلوق بالخالق كما تعرف محتويات الغرفة المظلمة بالمصباح الذي ينير لك و (الله نور السموات و الأرض) فبه استنارت لك الحوالك و تبددت الظلمات و عرفت به سواه .. و هذا هو الأصل عندهم ..
و منهم فئة تصل للخالق من خلال المخلوق فتقول من خلق الشمس ؟ من ابدع السموات ؟ أتوجد صنعة من غير صانع ؟ .. و هذا ايضا أسلوب مقبول .. مع الفارق بين المقامين فهذا وصل بالله لخلق الله و الأخر تعرف على الله بعد تعرفه أولا على صنعته .. وكلاهما مقبول و لكن من قبيل (فإن لم يكن وابل فطل)
أما هذا الإيمان المبني على الفروض و الاحتمالات ايمان أعرج هزيل .. ايمان على (الحركرك) صحيح أحسن ما صاحبنا يضل خالص .. و لكن أهل اليقين حاجة ثانية .. حاجة ثانية خالص و لذا تجد حتى النفس منهم يخرج بمدد يقول سبدي داود بن ماخلا (العارف لو تنفس في قرية لازداد أهلها يقينا) و هذا ما كنا نستشعره بعد مجالسة أشياخنا كالزكي ابراهيم و زكريا البخاري و الدماريسي .. يغسل قلبك من نزغات الظنون و الشكوك و الريب الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب و تعكس لك عينه و نبرة صوته أنوار اليقين الذي يعايشه و يتعامل به و معه و فيه .
اللهم اجعلنا جميعا من عبادك العارفين الموقنين المخلصين المخبتين .. آمين
و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم