كرامات الاولياء واشكاليات الوهابية

كرامات الاولياء واشكاليات الوهابية
اشكالية الوهابية في مسألة الكرامات انهم يظنون أن الكرامة فعل الولي، مع أن الكرامة في الحقيقة هي فعل الله لا فعل للولي فليس للولي قدرة عليها ولا تأثير.
بل غاية الامر ان من اصول اهل السنة انه لا فاعل على الحقيقة الا الله في كل افعالنا الاعتيادية فما بالك بالافعال الخارقة للعادة!! اشد اعتقادا ... وعلى وجه الخصوص الاعمال التي هي من خصائص الالوهية والربوبية كاحياء الموتى لسيدنا عيسى مثلا ...
1. قال الشيخ ابن تيمية في مجموع الفتاوى 3/ 153: " ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة "
2. قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: الواجب عليهم حبهم واتباعهم والإقرار بكرامتهم، ولا يجحد كرامات الأولياء إلا أهل البدع والضلال) (المجموع ـ 4/ 282)
وحاصل الخلاف: فهم خصصوا هذا العموم بمخصص جرى مجرى التحسين والتقبيح العقلي وهذه من اصول المعتزلة فقالوا: لا يجوز فيما لا يقدر عليه إلا الله (!!)
قلت هذا حق اريد به باطل، واليكم التفصيل: -
واول تساؤل من قال بهذا التخصيص من اهل العلم!! وعلى منهجهم هل قال به الصحابة!!
والحق ان هذا مدفوع ومردود بالنصوص العامة التي لا يوجد مخصص يصرفها عن ذلك العموم منها:
1. كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) رواه البخاري
تامل قوله تعالى: [(لو سألني!!) لأعطينه!] في سياق العموم ...
والله لا يخلف وعده -*- وعليكم ان تتصوروا معي هل يدخل في هذا الوعد العمومي للاشياء المخروقة فيها العادة .. فالجواب قلنا نعم!! وهل يبدو الامر تصرف في الكون قلنا: نعم ... ولا يوجد ما يمنع ان يبقى العموم على عموميته ولا يجوز تخصيصه الا بنص ثابت من القران والسنة
-*- اما التحسين والتقبيح العقلي هذا ليس من اصول اهل السنة!!
ثم لو قلتم ان هذا خاص بالصحابة ومن عرف بالتحقيق انه ولي .. فالجواب عليه ان هذا مردود في حديث:
2.رُبَّ أشعث أغبر ... لو أقسم على الله لأبرَّه))؛ رواه مسلم
والاشعث الاغبر كنابة عن ضعفه وليس له قيمة عند الناس وليس له جاه ... الخ الخ من هذه الاوصاف الذي يحتملها معنى اشعث اغبر ...
وعلى هذا فلو اقسم وقال والله لا يكون كذا، لم يكن، والله ليكونن كذا، لكان ...
لكرمه ومنزلته عند الله عز وجل .... والظاهر هنا هو فعل الولي ولكنه في الحقيقة فعل الله!!
قلت ونحن نقر اقرارا لا ريب فيه جازما انه لا يوجد فعل في هذا الكون الا لله ولا يكون لغيره!! سبحانه وتعالى ...
الكرامة عند العلماء: أمر خارق للعادة يجريه الله على يد عبد صالح لحاجة دينية أو دنيوية. وهي أن الكرامة ثابتة بالنص والإجماع
أن الولي ما صار وليا إلا باتباعه النبي، فتكون الكرامة في حقه دليلاً وشاهداً على صدق النبي ... والكرامة لا تقع إلا على يد من بالغ في الاتباع للشريعة حتى بلغ الغاية
أن الكرامة غير مستحيلة عقلا، فالله سبحانه قادر على أن يحدث ما يشاء متى شاء، وعلى أن يضع القوانين الطبيعية وأن يخرقها إذا أراد، لا يمتنع عليه شيء ولا يعجزه شيء.
كتبه: زياد حبوب ابو رجائي