النبي صلى الله عليه وسلم كامل الأوصاف الخَلْقية والخُلُقية

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا
قال أحد الفضلاء : الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا تكمن عظمته في محاسنه البدنية من وجه وحاجب وهدب وفم ...الخ إنما تكمن عظمته في نبوته ورسالته وفي ( كان خلقه القرآن ) .
فكتبت على كلامه المتقدم هذا الجواب ليكون موضحا للكمال وللجمال الخَلْقِيِّ والخُلُقِيِّ ، إذ هو صلى الله تعالى عليه وسلم الشمس المتلألئة في عالم الوجود ، والأوصاف الكاملة في عالم الشهود ، وسعادة الخلائق في فلك السعود وعالم الخلود ... بل أين الشمس المحسوسة من تلك الغرة المنيفة ، والأوصاف المتألقة الشريفة ، والجواب كان هو التالي :
النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كامل الأوصاف الخَلْقية والخُلُقية ، وكلها دلائل شاهدة وبراهين ساطعة على كمالاته ظاهرا وباطنا ... ولا شك أن أسراره القلبية ومناقبه المستترة والمخفية ، هي أجل وأعظم وأعلى وأفخم ( وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
واستعظام العظماء كما قال شيخ الإسلام وسلطان العلماء الأعلام العز بن عبد السلام رضي الله تعالى عنه - يدل على الغلو في العظمة ، فكيف إذا كان المستعظم لخلقه صلى الله تعالى عليه وسلم هم أعظم العظماء رب الأرض والسماء ، الذي لا تتناهى عظمته سبحانه وتعالى . لذا فهو صلوات الله تعالى عليه وسلاماته عظيم في جميع أوصافه ، وكريم في سائر خلاله وخصاله صلى الله تعالى عليه وسلم ، ومما ألهمني الله تعالى في مدحه والثناء عليه صلوات الله تعالى عليه وسلاماته ، وله وحده سبحانه وتعالى الحمد والمنة :

شَمْسُ الخَلِيْقَةِ نُوْرُهُ مُتَوَهِّــجٌ --- مَاْ ضَــرَّهُ حِقْــــدٌ ولا إنْكَـــــارُ

رُوْحِيْ وَقَلْبِيْ وَالعُيُوْنُ فِدَاؤُهُ --- مَا الرُّوْحُ لَوْلاهُ وَمَا الأبْصَـــارُ

أَخْلَاقُــــهُ لِلْعَالَمِيْنَ بَصَائــــرٌ --- فِيْ مُدْلَهِمَّـاتِ الدُّنَــىْ ومَنَـــارُ

أَقْوَالُــهُ غَيْثُ القُلُوْبِ وِطَلُّهَــا --- وَصِفَاتُهُ ازْدَانَتْ بِهَا الأخْبَــارُ

فُرْقَانُهُ نُوْرٌ عَلَىْ نُوْرٍ حَــوَىْ --- يَهْدِيْ العُقُوْلَ وَتَرْتَقِيْ الأقْطَارُ

حَازَ المَفَاخِرَ وَالفَضَائِلَ كُلَّهَا --- حُلَلُ الكَرَامَةِ صَاغَهَا الجَبَّــارُ

يَاْ هَائِمَــاً بِمُحَمَّدٍ وَجَمَالِـــــهِ --- حُزْتَ الكَمَالَ وَشَعَّتِ الأسْـرَارُ

وَبِمَدْحِهِ الغَالِيْ وَلَهْجِكَ بِاسْمِهِ -- تَجْلُوْ القُلُوْبُ وَتَنْجَلِيْ الأَكْـدَارُ

يَاْ صَاْحِبَ الجَاهِ العَظِيْمِ وَمَنْ لَهُ - ( عِزُّ الشَّفَاعَةِ رِفْعَةٌ وَفَخَارُ )

مِنْكَ الشُّمُوْسُ الزَّاهِرَاتُ مَنِيْرَةٌ --- وَالنَّجْمُ فِيْ العَلْيَاءِ وَالأقْمَـارُ
... إلخ .

ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال في نهج البردة الشريفة التي تسطع منها أنفاسه الطاهرة اللطيفة :

يا من له الأخلاق ما تهوى العلى -- منها وما يتعشق الكبراء
.
لو لم تقم دينا لقامت وحدها --- دينـــا تضيء بنوره الآنــــاء
.
اللهم يا من إلى رحمته المفر ، وإليه وحده لا إلى سواه يلجأ المضطر ...
اللهم صل على الحبيب الأعظم الأمجد ، مولانا سيدنا محمد ...
صلاة تحفظنا بها من مسببات الهموم والآلام ...
وسوء الخواطر والظنون والأوهام ...
وأغننا بالحلال عن الحرام ...
واحفظنا في اليقظة والمنام ...
وأنعم علينا بدخول دار السلام ...
مع خير الأنام سيدنا ومولانا محمد بحر النور وبدر الظلام ...

( تعليقات شريفة ) بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني .