حول صلاة طب القلوب ( طِبِّ الْقُلُوْبِ وَدَوَائِهَا . وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا )

 بسم الله الرحمن الرحيم 

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ طِبِّ الْقُلُوْبِ وَدَوَائِهَا . وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا . وَنُوْرِ اْلأَبْصَارِ وَضِيَائِهَا . وَقُوْتِ اْلأَرْوَاحِ وَغِذَائِهَا . وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ .

ان هذه الصلاة صيغة الطب الظاهر والباطن تقرأ ألفين على أي مرض وقيل أربع مائة فيشفى بإذن الله تعالى .
وتسمى أيضا بصلاة نور الأبصار، وذكر في مجموع كلام الحبيب أحمد بن حسن العطاس صاحب حريضة، ما هذا نصه: وشكى الى سيدي رضي الله عنه رجل ضعف بصره فمسح على عينيه وأمره بالإكثار من صلاة نور الأبصار، وقال أخبرني الحبيب محمد بن زين باعبود قال أخذ بصري فشكوت ذالك الى الحبيب صالح بن عبد الله العطاس، فمسح على عيني وقال إئت كل يوم بثلاث مائة من الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم بهذه الصيغة : اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ طِبِّ الْقُلُوْبِ وَدَوَائِهَا، وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا، وَنُوْرِ اْلأَبْصَارِ وَضِيَائِهَا، وَقُوْتِ اْلأَرْوَاحِ وَغِذَائِهَا، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ . قال فعاد نظري كما كان .

قال الشيخ مولاي أحمد بن المأمون البلغيثي رحمه الله: أجازني شيخنا سيدي أبو العباس أحمد بن العربي بن عمر المكناسي هذه الصلاة، فقال: أنها تقرأ ثلاثمائة وخمس عشر مرة لدفع أمراض القلب . ولما أخذتها قلت له: هل المراد داء القلب الحسي او المعنوي؟ فقال لي: انها تبرئ من الجميع، وذكر شيخنا أبو عبد الله جنون رحمه الله في تعليقه على المؤطأ أنها تدفع الطاعون عمن لازمها .

وسئل فضيلة الدكتور الشيخ وهبة الزحيلي حفظه الله هل تساعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على الشفاء بإذن الله؟
فقال الشيخ: ” اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ طِبِّ الْقُلُوْبِ وَدَوَائِهَا . وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا . وَنُوْرِ اْلأَبْصَارِ وَالْبَصَائِرِ وَضِيَائِهَا . وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ . علمنا الشيخ هاشم الخطيب بأن تضع يدك على صدغك الأيمن بقلب خاشع، وافعل ذلك عشر مرات فيتم الشفاء بإذن الله تعالى، وهذا مجرب، وأنا أفعل ذلك ولا أحتاج الى دواء .
قال بعض العلماء: أما عددها فهو يوميا مائة مرة صباحا بعد صلاة الفجر ومساء بعد صلاة العصر وقبل صلاة المغرب، ولها هى تأثير عجيب فى علاج أمراض القلب وكثير من الأمراض . أما الذى فى الاقواس بالنسب للعدد، فهو زيادة ومن قرأها سبع مرات على ماء كان له تأثير عجيب جدا ومجرب فى علاج كل الأمراض بأذن الله تعالى .

رد الشبهات حول صلاة طب القلوب
فقد زعم بعضهم أن صيغة صلاة طب القلوب مشتملة على الشرك بالله، فالذي يداوي القلوب ويشفي الأمراض والأسقام هو الله تعالى لا رسوله صلى الله عليه وسلم، ونسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم شرك أكبر، هكذا زعموا، وهو اتهام باطل قائم على تفسير باطل، فقولهم “وَعَافِيَةِ اْلأَبْدَانِ وَشِفَائِهَا” ليس بمعنى أنه يعافي الأبدان ويشفيها، لكنه بواسطته ووسيلته، كما هو مفهوم لكل من يعرف لغة العرب . هذا ليس فيه شيء من صفات الله تعالى، لأن معناه أنه وسيلة إلى ذلك، ولا يقال عن الله تعالى إنه طب القلوب، إنما يقال عن الرسول صلى الله عليه وسلم إنه طب القلوب بمعنى سبب يتوصل به إلى طب القلوب، وكذلك يقال في نور الأبصار وضيائها، وعافية الأبدان وشفائها، وهذا توسل، والتوسل ليس بشرك (حتى عند هؤلاء المنكرين) إنما هو عندهم بدعة عملية، وبين الشرك والبدعة فرق عظيم .
قال العالم العامل واللوذعي الكامل، معدن الشريعة والحقيقة الشيخ أحمد بن محمد الصاوي المالكي الخلوتي رحمه الله: ومعنى الجميع أن الله تعالى أجرى على يده صلى الله عليه وسلم دفع المضار الظاهرية والباطنية الدينية والدنيوية كما أجرى على يده المنافع . كذلك وهو معنى تصريف الله له دنيا وأخرى على حد قوله تعالى في حق عيسى عليه السلام: (أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ . العمران: 49)، فما ثبت لعيسى عليه السلام فهو لنبينا .

اللهم صل على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، وعافية الأبدان وشفائها، ونور الأبصار وضيائها، وقوت الأرواح وغذائها، ونضارة الوجوه وبهائها، وأس العقول وصلاحها، وعين الحقائق ومفتاحها، وهدي الكائنات وفلاحها، وسر الألباب ومصباحها، وروح الجنان ورواحها، وعطر المجالس وفواحها، وبهجة النفوس وانشراحها، وعلى والديه وآله وصحبه أجمعين، من الأزل إلى الأبد بعدد كل معلوم لك .
نبذة من ترجمة صاحبها :
شهد التاريخ الإسلامي علي مر عصوره أعلاماً مضيئة، أضاءت لأبنائها سبل الوصول إلي الهداية وكشفت لهم عن حقيقة الإسلام، فأضحت بذلك منيرة بأنوار ربها وفتية بعزم أبنائها راشدة بفكر علمائها . وكان من هؤلاء العلام الأخيار الإمام الجليل والإمام الفذ العلامة الشيخ أحمد الدردير، فقد كان له عظيم الأثر في تاريخ الأمة الإسلامية حيث نهض بدارسة الفقه المالكي، ويسر علم التوحيد وقربه إلي الأفهام، وأجلي بقوة بيانه معاني اللغة وأسرارها البلاغية بالإضافة إلي جوانب أخرى عديدة له فيها أياد بيضاء لا تزال تزهر إلي يومنا هذا .
الشيخ الامام أبو البركات أحمد الدردير المالكي الخلوتي المصري احد الأئمة أولياء الله العارفين والعلماء العاملين، وشهرته بكثرة العلم والعمل والولاية والارشاد وكثرة المناقب والفضائل على تعدد انواعها تغني عن الاطالة بشرح حاله، وهو الإمام المجمع عند المسلمين كافة علي اختلاف المذاهب والمشارب علي جلالة قدره وولايته وإرشاده واتساع علمه وعموم نفعه في سائر بلاد .

منقول من كتاب
ذخيرة المحتاج في الصلوات على صاحب اللواء والتاج
دراسة في صيغ الصلوات التي وردت عن أقطاب الأولياء رضي الله عنهم