قواعد مذهب الشيخ ابن تيمية رحمه الله

 بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أنّ مذهب الشيخ ابن تيمية رحمه الله يقوم على ثلاث قواعد رئيسة فاشتغل على فهمها لتعرف من أين أتى الخطأ على مذهبه وفكره :

1- الوهم مصدر من مصادر المعرفة عنده .. والوهم هو أصل التجسيم عنده ... فليس التجسيم هو مشكلة الشيخ بل الوهم فاعرف هذا جيّدا ... فالوهم عنده يدرك الأشياء الجزئية ولولا هذا الوهم ما عرفنا شيئا أصلا ... ولهذا لا يمكن أن نفهم معنى وجود الله تعالى وصفاته ما لم يكن الوهم وسطا بين العقل ووجود الله ...
فمن الطبيعي أن يكون الله جسما ومركّبا عنده ... لأنّ الوهم لا يدرك المعاني المطلقة والموجودات الخالية من التركيب ... في حين ذهب العاقلون إلى أنّ الوهم ليس مصدرا للمعرفة وليس مصدرا للأجزاء بل هو مصدر لإدراك المعاني الشعورية كالحب والبغض .

2- هناك قدر مشترك بين كلّ موجود وإلاّ لما عرفنا وجودها أصلا ... لأنّ القياس يقتضي وجود أصل وفرع وشبه ... فإذا كان هذا هكذا ... فالله وصفاته يشتركون مع جميع الخلق بجانب ويفترقون عنه بجانب ..
وهذا الجانب المشترك مجرّد معنى عقلي مطلق عن أيّ إضافة فإذا أُضيف صار متميّزا ومتحقّقا في الخارج بذاته .. والعاقلون يرون أنّ الاشتراك بالأحكام اللازمة كاف في صحّة القياس ... وإلاّ كان القديم حادثا و الحادث قديما .

3- يقول شيخنا أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه : ألفاظ الشرع يصحّ إطلاقها على الله تعالى بشرط قبول المعنى وعدم استحالته عقلا ...

في حين يرى ابن تيمية عين هذا الرأي لكن مع إلغاء هذا الشرط لأنّه يرى أنّه لا مجاز في اللغة أصلا ... فكلّ لفظ أطلقه الله على نفسه بأيّ شكل فهو على ظاهره ولو ادّعى الناس استحالة معناه عقلا فالمشكلة في العقل وليس في ألفاظ الشرع ...!!

واعلم أنّ مذهبه العقدي والفلسفي والمنطقي يقوم على هذه الأركان الثلاثة فاشتغل عليها وافهمها ولخّص ما قيل فيها فسيظهر لك بطلان مذهبه ولن يقدرأيّ واحد من أتباعه على هزيمتك ولو كان ابن يتمية نفسه ..!!

كتبه الدكتور  بلال إسماعيل التل