شبهات حول حكم الخروج على الحكام !!!

شبهات حول حكم  الخروج على الحكام !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا قلنا لهم بأن الخروج على الحكام بالسيف والحرب وإدخال البلاد في أتون الفوضى التي لا تعود إلا بالأحقاد والضغائن والشرور وحب الانتقام وخراب البلاد وتشوية صورة الإسلام و و ... تجد هناك من يعترض ويعاند ويقول :
إذاً أنت تدعو إلى بقاء الظلم واستمرار هذه الأنظمة الظالمة والفاجرة . ويقول آخرون : لا يجوز السكوت على الظلم والحكام الظالمين ، ويقول آخرون إذا سكتت الرعية فإن الحاكم يزداد ظلما وعتوا وبغيا في الأرض ، ويقولون ويقولون ويتفلسفون بما توحيه لهم عقولهم المريضة وأمزجتهم البعيدة عن الشرع وروحه وأهدافه ومقاصده ...

في حين أنك تجد هؤلاء المتفلسفين والمتفذلكين بعيدين كل البعد عن نار الحرب وجحيم الموت ، وربما تجد ثمن حذاء الواحد منهم أو طقمه أو رنجه ، يشتري مئة من أولئك الذين يقاتلون ويدمرون الإنسان والبنيان ويحسبون أنهم محسنون ومصلحون ...!!! وللأسف أن كل هؤلاء يحترمون أنظمة الدول التي يعيشون فيها ولو كانت كافرة وظالمة وباغية ومعادية لهم ولدينهم ...!!!.

لذا يجب أن نقول ( عبدالخالق زكريا الجيلاني ) - وصيغة الجمع ليست للتعظيم كما يتوهم الضعفاء والأغبياء ، وإنما هي للدلالة على أن هذا القول لا يختص بي وحدي وإنما يقول به جماهير غفيرة ، فكيف وهو مؤيد بإجماع المذاهب الأربعة :

إن لنا في رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وصحابته رضي الله تعالى عنهم الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة في أي تغيير محتمل في الحكم والسياسة ...!!!

لذا فعندما نكون نحن على قدم الصحابة ، وامتلأنا إيمانا وتربية وإحسانا وإخلاصا وصدقا كما امتلؤوا وكانوا ، ولو بعشر ما أعطاهم الله تعالى واختصهم به ، فعند ذلك وقبل أن نستعد للثورة نجد أن إخلاصنا وصدقنا وابتغاء وجه الله تعالى في دعوتنا قد سبقنا إلى قلوب الحكام والمدعوين ، وحينها نجدأن أكثرهم قد عادوا بفضل الله تعالى وكرمه إلى الله عز وجل ... فتابوا وأنابوا وأصلحوا فصلحت بهم الأمة وازدانت بهم الدنيا ... وهنا تتجلى عظمة وحكمة قوله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فالتغيير يبدأ من داخل النفس الآثمة والأمارة بالسوء لترتقي إلى النفس الكريمة والرحيمة والراضية المطمئنة والمؤمنة التي تحب لغيرها ما تحبه لها ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ...!!! .

أما نحن المنافقون الذين نطمع بإزاحة الحكام ليحل محلهم من أثبتت التجارب والوقائع بأنه أظلم وأجرم منهم وأكثر نفاقا وتلبيسا وتدليسا وممالأة لأعداء الله في الأرض ، ولو تستروا بلباس الإسلام والدعوة إلى الله وبالجهاد الكاذب والمزيف - إذ الجهاد إنما هو لنصرة الدين ورفع لوائه ، وليس لذبح وقتل أتباعة وخدمة أعدائه - ... فحينها ندرك خطر مجاوزة فتاوى مذاهب الأمة والخروج على إجماعهم قبل الخروج عليهم بالسيف والموت والفناء ... والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وصلى الله تعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

كتبه الشيخ / عبدالخالق زكريا الجيلاني