كتاب الإبانة ومعتقد ابن تيمية

كنتُ أسأل السّلفيّين الذين يتوهمون أنّ كتاب الإبانة على معتقد ابن تيمية التجسيمي ...
هل قرأتم مقدّمة الكتاب ...؟؟ وهل تفكّرتم في معانيها ...!! لا أريد أكثر من مقدّمة الكتاب ... فهو يجمع الخطوط العريضة للكتاب ... ويبين عن أصوله وحدوده ...

أنا أدّعي أنّ أوّل خمسة أسطر من مقدّمة الإبانة بعد حمد الله وتمجيده قاضية على مذهبكم كلّه ..

فهل يقوم لكم مذهب عند قوله ( ولا صورة له تقال ) أو قوله ( ولا حدّ له يضرب المثال ) وقوله ( وتقدّس عن ملابسة الأجناس ) وقوله ( واستوفى الأشياء علمه ونفذت فيها إرادته ) ( ولم يزل بصفاته أوّلا قديرا ) ( ولم تغيّره سوالف صروف الدهور ).

هذه الكلمات تنسف مذهب ابن تيمية نسفا ... فلا صورة لله تقال وهذا خلاف ما يعتقد ابن تيمية / ولا يستفيد من خلقه شيئا لا كمالا ولا نقصا وهذا خلاف ما يعتقد ابن تيمية / وصفاته قديمة أزلية لا حدوث ولا تغيّر يجري عليها وهذا خلاف ما يعتقد ابن تيمية .

وإرادته نافذة أزلا فلا تتجدّد وهذا على خلاف ما يعتقد ابن تيمية من تجدّد وتغيّر صفاته / ولا يزول ولا ينتقل ولا يتحرّك ولا يتغيّر وهذا على خلاف ما يعتقد ابن تيمية ... ولا يشبه شيئا من خلقه ولا يماثله وهذا على خلاف ما يعتقد ابن تيمية من وجود شبه بين الله وخلقه وبين صفاته وصفاتهم .

لأنّ ابن تيمية ينفي المثل ولا ينفي الشبه .. فإن نفى الشبه في بعض كتبه فإنّما يريد الشبه من كلّ وجه فليعلم هذا جيّد .. لأنّه يقول :

عدم وجود شبه بين صفات الله وصفات خلقه يسدّ باب الاستدلال على وجوده ...!! فالقضية عنده أصل يتوقّف عليه ثبوت وجود الله ...!!

هذه مقارنة فقط بين أوّل خمسة أسطر من كتاب الإبانة وبين مذهب ابن تيمية ونسفت عقيدة الرجل نسفا ولمّا ندخل إلى لبّ الكتاب بعد... ويأتي سلفي مش فاهم شيء يقول : الإبانة هو عين عقيدة ابن تيمية ...!!

فهل حقا .. أنتم لا تحسنون القراءة والفهم ...أم أنّكم تقرؤون ولكنّكم لا تفهون ما تقرؤون ...أم أنّكم لم تقرؤوا الكتاب أصلا ...!!

كتبه الدكتور / بلال إسماعيل التل