ابن تيمية : بقلم الشيخ بلال إسماعيل التل

هذه بعض مصادر ما ذكرناه عن ابن تيمية ...
1- حكاية جلوس الفخر الرازي بين الملوك والسلاطين وخوفهم منه .
2- حكاية جبن ابن تيمية وخوفه .
3- حكاية جبن والده شهاب الدين وخوفه .
4- حكاية تقليد حاكم دمشق له في العقيدة .
5-. حكاية تبديع ابن تيمية لوالده وجدّه وآبائه .
6- حكاية ضعفه وضرب بعضهم له مرّات كثيرة .
7- حكاية جثو ابن تيمية أمام السلطان الناصر بن محمّد بن قلاوون .
8- حكاية جثو ابن تيمية أمام قازان وأنّه دعا له وتبرّك الناس بابن تيمية .
9- حكاية أنّ ابن تيمية لم يكن مسجونا على الحقيقة.
10 – حكاية توسّل والدته للحكّام والسلاطين لإخراجه من سجنه .

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض المصادر لما أوردناه على الفخر الرازي وابن تيمية وآبائه ...
فقد جرت الدهشة على رؤوس السّلفيّين حين قرؤوا كلامنا عن ابن تيمية وما صدّقوا أنّ شيخ إسلامهم يجثو على ركبتيه أمام السلاطين والولاة ... وأنّ أحد الصوفية قد ضربه وأدمى وجهه وأنّ سجن الشيخ لم يكن سجنا على الحقيقة وأنّ والدته كانت تتوسّط في إخراجه ... وغير هذا ممّا أوردناه عنه .
ولم يُعرف عنّي أنّي أذمّ ابن تيمية أو أفضح الرجل وأكشف أحواله للناس ... وإنّما كان غاية همّي نقد ما يحكيه الرجل في الفلسفة والمنطق وقد شحنتُ صفحتي بأكثر من 200 نقد لعلم الرجل وتراثه بحيث لو جمع في كتاب لأوفى على مؤلّف حافل بالنقد العلمي .
ولتعلموا أنّه لا يوجد في هذا الزمن من دافع عن ابن تيمية كما فعل بلال التل ... حتّى أعجز الأشاعرة وراسلوه ليكفّ عنهم ... فتعرّضنا لمن يتعرّض له منهم... ودافعنا عن كثير من آرائه المنطقية والفلسفيّة... وبيّنّا حقيقة التجسيم عند الرجل وضعف كلام منتقديه وشحنّا الصفحة بعشرات من هذه المنشورات .
ولا يوجد سلفي على جه الأرض يقدر على فعل عشر ما فعلناه للشيخ ... فدفاعي عنه في مسألة التجسيم والتركيب لم يسبقني إليه أحد ... ولا أعرف واحدا يقدر على الدفاع عنه مثلي .
وظهر لي أنّ الشيخ قد رفعه أتباعه فوق منزلة الأنبياء والرسل بله الصحابة والعلماء ... ولم يعرف أتباعه مواطن خزي وضعف شيخهم .. وأنّ الرجل بشر كأيّ بشر ... يجبن ويضعف ويتّهم والديه بالضلال والبدعة ولا ينكر على والدته توسّطها لإخراجه من سجنه ويرسل لها يستعطفها ويذكر لها حاله وما يعانيه حتّى تعرّضت للناصر وأمر بإخراجه رأفة بها وعاد ابن تيمية ونقض عهده .
فكان لا بدّ لي من كشف شيء يسير عن حال هذا الرجل ... لعلّنا نقدر على تحريك تلك المياه الآسنة وندفع الدماء في تلك الوجوه الكالحة ونجلي بعض الرين على قلوب أكلها الصدا ..
وقد طاش عقل أصحابه وأتباعه ... من هول ما سمعوه منّا ... فعجزوا في خلال بضعة أيّام عن معرفة مصادر كلامنا مع أنّها بين أيديهم مطبوعة... وفي المكتبات مركونة... لا ممنوعة ....ولا مقطوعة ... لكن جهلهم غالب ...وعقلهم غائب .. وسعيهم خائب ... وغباؤهم مانع ... وجنونهم فاقع ... وحمقهم قاطع ... وضعفهم ساطع ...
فليست الغاية ذمّ ابن تيمية .. لكن .. ما ذنبي إذا كان بعض سيرته يجرّ الذمّ عليه ... وبعض أفعاله يدني السخط إليه ... وقد عقّ الناس ووالديه ... وكفّر الفقراء والأمراء... والأصاغر والكبراء ...!!
ولم يسلم من لسانه عالم ولا جاهل .. حتّى والده وجدّه ..ونعى عليهم وتبرأ منهم وذكر ما ليس فيهم وهم أهل التقى والنهى والعفاف والرضى ...!!
أمّا المصادر فأقول :
ما ذكرته عنه كان غيبا .. من ذاكرتي .. فلم نفتح كتابا أو دفترا وما بحثنا ولا فتّشنا .. فعلمنا مركوز في أذهاننا ... وذاكرتنا أقوى من ذاكرة شيخهم ... وقد تصدّقتُ عليهم بذكر بعض المصادر ...
وسأضع لكم مصدرا لكلّ حكاية أوردناها...ولكلّ كلمة كتبناها ... ولكلّ ورقة سودناها... وها أنا ذاكر لكم مصادري ... ولا ذنب لي .. علم الله .. مقصلة سقطت ...ومصيبة حلّت.. وداهية وقعت...فالعارعاركم ..والشنار شناركم ...
قصّة جلوس الفخر وحوله الملوك والسلاطين يأمرهم فيطيعوا وأنّه لم يكن يقبل هداياهم وأنّهم كانوا يحتالون لعدم لقائه خوفا ورهبة منه وفي كيفية ترتيب مجلسه فقد ذكر هذا وأكثر منه أكثر من 40 واحدا من المؤرّخين وأحسنها لا يزال مخطوطا ولو شئتُ أن أذكر أكثر من هذا لفعلت ...
فهذا شيخي وحبيبي فكيف يفوتني شيء من سيرته ...!! وهاكم مصدرا جميلا ولطيفا لهذه القصّة وهو كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لتلميذ أبي حيان الأندلسي الأكبر ابن فضل الله العمري وكتابه هذا عبارة عن 27 مجلّدا كبيرا ... وأورد هذه الحكاية وغيرها بالسند الصحيح في المجلّد رقم 9 ص 71 وما بعدها وهذه المجلّدات موجودة على الإنترنت وقد قرأتُ وحفظتُ ما شاء الله منها.
وأما ما ذكرناه عن جبن ابن تيمية وأنّه كان يجبن في بعض المواقع فقد ذكر هذا تلميذ تلاميذ ابن تيمية ابن رجب الحنبلي في الذيل على طبقات الحنابلة المجلّد4/514 وذكر هذا أيضا صاحب كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص / 413.
يقول ابن رجب في الذيل ج4 ص514 :
( وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أنّ الشيخ ابن تيمية كتب لهم ( أي للقضاة والسلطان ) بخطّه مجملا من القول ( فيها بعض ما فيها ) ( لمّا خاف وهُدّد بالقتل ) ...!!
فابن تيمية خاف وجبن وكتب لهم ما يريدون خوفا من القتل ...فهو بشر يخاف ويجبن ... ويقال : لا يُعلم لبشر أنّه لم يجبن مرّة غير محمّد صلّى الله عليه وسلّم .
وأمّا قصّة جبن والد ابن تيمية شهاب الدين ومبايعته للثلّة التي خرجت عن الخلافة في القاهرة فقد أوردها / الذهبي ج 14ص 38 في تاريخ الإسلام.
وقصّة تقليد قاضي القضاة وحاكم دمشق لابن تيمية ... وأنّه قلّده في العقيدة لمجرّد أنّه أعجب بذهن ومادة عقله فقد ذكرها ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ج 4/ ص496.
أمّا قصّة عقوق و تبديع ابن تيمية لوالده و آبائه فيقول ابن تيمية في :
مجموع الفتاوى / كتاب الأسماء والصفات 257 /6- 258:
وهذا مطعن لا حيلة فيه وقد بسط الكلام على هذه المسألة وما قال فيها عامة الطوائف في غير هذا الموضع وحكيت ألفاظ الناس بحيث يتيقن الإنسان أن النافي ليس معه حجة لا سمعية ولا عقلية وأن الأدلة العقلية الصريحة موافقة لمذهب السلف وأهل الحديث وعلى ذلك يدل الكتاب والسنة مع الكتب المتقدمة التوراة والإنجيل والزبور فقد اتفق عليها نصوص الأنبياء وأقوال السلف وأئمة العلماء ودلت عليها صرائح المعقولات.
فالمخالف فيها كالمخالف في أمثالها ممن ليس معه حجة لا سمعية ولا عقلية بل هو شبيه بالذين قالوا: (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير). ولكن هذه المسألة ومسألة الزيارة وغيرهما حدث من المتأخرين فيها شبه وأنا وغيري كنا على مذهب الآباء في ذلك نقول في الأصلين بقول أهل البدع فلما تبين لنا ما جاء به الرسول دار الأمر بين أن نتبع ما أنزل الله أو نتبع ما وجدنا عليه آباءنا فكان الواجب هو اتباع الرسول وأن لا نكون ممن قيل فيه: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) وقد قال تعالى: (قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم)، وقال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي). فالواجب اتباع الكتاب المنزل والنبي المرسل وسبيل من أناب إلى الله فاتبعنا الكتاب والسنة كالمهاجرين والأنصار دون ما خالف ذلك من دين الآباء وغير الآباء.
وقصّة ضربه مرّات من آحاد الناس .. فقد ذكر قصة ضربه من أحد الصوفية في أحد طرقات القاهرة تلميذ ابن تيمية ابن فضل الله في المسالك ج5 ص344 وذكر ضعف بنية جسده المقريزي في المقفى الكبير ج1ص462.
وقصّة ضربه من واحد آخر من المصريّين في القاهرة أيضا ذكرها ابن رجب في الذيل في طبقات الحنابلة ج 4/ 516.
أمّا حكاية جثوه على ركبتيه أمام السلاطين والحكّام فقد ذكر ابن كثير هذه الحكاية في البداية والنهاية 14 / 60/ يقول :
وجثى ( كذا ) الشيخ ابن تيمية أمام الناصر وكلّمه ... ولم يذكر باقي الحكاية لأنّ فيها إهانة لشيخه وقد أورد القصّة كاملة والتي فيها أنّ السلطان أشاح عنه بوجهه والنقاش مع العلماء بعض المؤرّخين وكلّهم من أحباب الشيخ جاء في كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية ص430 / يقول :
وجثا الشيخ ابن تيمية على ركبتيه أمام السلطان الناصر بن محمّد وكلّمه بكلام غليظ وجعل السلطان يتلافاه بوجهه.. ويدير عنه بوجهه... وردّ على الوزير ما قاله ردّا عنيفا ..
وأورد الإمام العمري وهو من تلاميذ ابن تيمية ما يلي :
يقول الإمام ابن فضل الله العمري في كتابه المسالك المجلّد 5 ص 343 أنّ ابن تيمية أخبره ( أي أخبر ابن فضل الله صاحب المسالك ) أنّه قبل أن يجلس مع السلطان الناصر تكلّم معه لوحده وحدّثه عن رأيه في الوثيقة العمرية التي جرى فيها النقاش ... وأنّه حدّثه أمام الفقهاء والوزراء بما حكاه له في الخلوة .
وأمّا قصّة جثو ابن تيمية للملك المغولي قازان ودعاؤه له وتبرّك الناس بابن تيمية ... فقد ذكر هذا ابن فضل الله في المسالك ج5ً ص343 وهنا ذكر الدعاء لقازان لمّا غضب منه وطلب منه الدعاء وقصّة جثوه أمامه ذكرها تلميذه البزّار في كتابه الأعلام العليّة ص64 وهي مشهورة معلومة .
وأمّا حكاية أنّ سجنه كان سبعة نجوم وأنّ سجنه كان غرفة في برج خليفة في دبي ...!! وأنّ القضاة خيّروه فاختار السجن ..فقد ذكر هذا كلّ تلاميذه كابن كثير والذهبي ونذكر منهم صاحب كتاب الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ج 4/ ص 517.
وأمّا قصّة إخراج والدة ابن تيمية لولدها من السجن فقد ذكرها كلّ من أرّخ له لكن سأذكر مرجعا نكاية بالسلفيّين فقد كان عنوان الفصل ( ذكر الشيخ صاحب اللوثة ) يعني المجنون يقصد ابن تيمية وهو كتاب رحلة ابن بطوطة ج1 ص60 يقول ابن بطّوطة :
وأمر السلطان الناصر بن محمّد بسجن ابن تيمية فتعرّضت أمّه للملك الناصر وشكت إليه فأمر الناصر بإطلاق سراحه ...ثمّ رجع مرّة أخرى وقال بأنّ الطلاق الثلاث يقع واحدة وحرّم زيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم فسجنه الناصر في القلعة ...!!
وذكر تعرّض والدته للملك الناصر صاحب كتاب الجامع لسيرة شيخ الإسلام ص398 وهو ينقل عن ابن بطوطة ... وتعرّض له الشيخ الفوجياني بالإنكار عليه ..أي على ابن بطّوطة ...
وبهذا أكون قد أوفيتُ بوعدي.. وتحلّلتُ من أيمانكم .. وبرّأتُ ساحتي من الكذب .. وأظهرنا جهل أتباع ابن تيمية بسيرة شيخهم .. . وخفّفنا الضغط عن محرّك جوجل ... وقطعنا رزق شركة الياهو ...بله الشاملة والويكيبيديا ... ولو شئتُ أن أضع على ابن تيمية لائمة خاطري لصنعتُ به وبعلمه الأعاجيب ... لكنّي ما أردتُ إلاّ ذكر بعض عيوب الرجل بجانب كثير من حسناته وأفضاله لينزل من مقام لا يصحّ أن يكون لغير الأنبياء والرسل ...!!
ورحمة ربّك خير ممّا يجمعون.

كتبه الشيخ / بلال إسماعيل التل