مصطلحات صوفية
1- الشريعة : هي الأمر بالتزام العبودية لله تعالى .
والشرع في اللغة : هو البيان والإظهار .
والشريعة والشرع والدين والملة كلها كلمات تعبر عن معنى واحد .
2- الطريقة : هي السيرة المختصة بالسالكين إلى الله تعالى ، أو الأسلوب الأمثل في تطبيق أمر الله تعالى
يقول فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى : التقرب إلى الله تعالى لا يكون إلا بما شرعه الله تعالى ، فإن شريعة الله تعالى هي الطريقة الموصلة إلى قربه وحبه تعالى .
ومن المعلوم في اللغة العربية أن : الشرعة والشريعة هي الطريقة ، قال الله تعالى : [ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا] المائدة :48 .
ويقول فضيلة الشيخ عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى : ( الطريقة هي العمل بمقتضى ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وما شرعه يسمى شريعة ، وكذا العلم بذلك فإنه أيضاً يسمى شريعة ، والعمل بذلك العلم يسمى طريقة ، والحصول على ثمرة ذلك يسمى حقيقة ) .
3- الحقيقة : من حقَّ الشيء إذا ثبت ، والتاء لنقل الكلمة من الوصفية إلى الاسمية .
وفي اصطلاح أهل اللغة : حقيقة الشيء ما به يكون هو كما هو .
فالشريعة خطاب الله تعالى وكلامه الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم لتبليغه إلى خلقه ، وتكليفهم بالتزام أمره تعالى واجتناب نهيه .
والحقيقة مظهر إرادته سبحانه وتعالى عن سر تصرفه في خلقه وجميع كونه ، وقد يخص الله تعالى ببعض علمه من اختار من أنبيائه ورسله ثم بعضاً من أحبابه وخواص عباده ( كالخضر عليه السلام ) .
وقد أطلق على العلم بالشريعة : علم الفقه أو علم الدين .
كما أطلق على علم الطريقة : علم التصوف أو علم التربية أو التزكية أو مقام الإحسان وهو الركن الثالث من أركان الدين ، قال الله تعالى :[وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ] لقمان :15 . والسبيل هو الطريق .
4- التصوف : هو علم تعرف به أحوال تزكية النفوس ، وتصفية الأخلاق ، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية .
ومعنى العلم هو : إدراك الشيء على حقيقته ، والعلم لا يكون إلا بالتعلم ، ولا يؤخذ العلم إلا عن أهله ، ومضمون هذا العلم هو معرفة أحوال تزكية النفوس .
وكلمة أحوال تدل على تنوع أساليب تزكية النفوس لتطهيرها من الأدران بحسب الزمان والمكان والأشخاص .
وتصفية الأخلاق تدل على تخليص الأخلاق الفطرية البريئة من الشوائب التي قد علقت بها .
وسئل سيدي عبد الله بن علوي الحداد رضي الله عنه عن معنى السير إلى الله تعالى ، فأجاب :
بأنه تزكية النفس والجوارح عن منكرات الأخلاق والأعمال ، وبذلك يقرب العبد من الله تعالى قرباً معنوياً ، وكلما كان أزكى وأطيب كان أدنى وأقرب ، والسالك من مشى على المقامات بحاله لا بعلمه وتصوره .
قال أئمتنا : أول التصوف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة .
فالعلم يكشف عن المراد ، والعمل يعين على المطلوب ، والموهبة تبلغ غاية الأمل .
وأهله على ثلاث طبقات : مريد طالب وهو صاحب وقت ، ومتوسط سالك وهو صاحب حال ، ومنتهي واصل وهو صاحب سر .
والواصل إلى الله تعالى من وصل بالعلم بالله تعالى إليه ، وأهل هذه المرتبة يتفاوتون تفاوتاً لا ينحصر .
وللواصل إلى هذا المقام حالتان تسمى إحداهما بالجمع وهو : الاستغراق في شهود عظمة الله تعالى وصفات جماله ، والأخرى تسمى بالفرق وهي : شهود الخلق .
فإذا ورد على العارف بالله تعالى حالة الجمع فني عن نفسه وغيره من أبناء جنسه ، واستغرق بربه وذهب فيه بالكلية فلا يخطر خاطر ، ولا يظهر موجود إلا وجود الحق جل وعلا .
والكامل من يجمع بين الحق والخلق ، فيكون مع الخلق بظاهره ومع الحق بقلبه ، وتلك زينة الأنبياء والصديقين والأولياء الكاملين .
ولا شيء أعون للعبد على الوصول إلى الله تعالى من :
1. الإكثار من ذكر الله تعالى .
2. امتثال أمره تعالى واجتناب نهيه .
3. اظهار الذل والافتقار له سبحانه .
4. التبرؤ من الحول والقوة والرجوع إلى حول الله تعالى وقوته .
5. رؤية الفضل والمنة لله تعالى .
5- الشيخ : هو المربي المأذون العارف بالله تعالى ، الوقاف عند حدود ما شرعه الله تعالى ، الخبير بطرائق معالجة أمراض النفوس وتزكيتها ، والعالم بمشكلات عصره وأهل زمانه .
ويؤخذ السر عنه بـ :
1. المرافقة والموافقة .
2. النظر والتسليم .
3. الخدمة والمحبة .
{ إن كنت تدري تعرج وتسري خذ عني سري به تلقى الله }
6- الإذن : هو إجازة من الشيوخ بالأهلية للتربية ، وهي ضرورية وهامة في كل زمان ، ولولاها لادعى الأهلية من لا أهلية لديه ولا تربية .
وشروطها أربعة :
أ -المعرفة بالله تعالى .
ودليلها : مكارم الأخلاق .
ب - التقوى والعمل من أجل الله سبحانه وتعالى .
ودليل ذلك : الوقوف عند حدود ما أحل الله تعالى وما نهى عنه .
ج - الخبرة بأحوال النفوس وعللها وأمراضها ومدارجها .
ودليل ذلك : الشخصيات والنماذج التي تخرجت من مدرسته وأصبحت أعواناً للشيخ وإخواناً له .
د - العلم بعصره وأهل زمانه .
ودليل ذلك : الحكمة في التصرفات بما يتناسب والموقف الذي هو فيه .
7- البيعة : هي انتساب للمدرسة والتزام بمنهجها التربوي ، وبشارة في فتح أبواب الخير والترقي في مدارج السالكين إلى الله تعالى .
8- الورد : هو ذكر الله تعالى ، وهو نوعان :
* ورد عام : وهو كل صيغة ذكر مشروعة تُذكر المريد بالله سبحانه وتجمع قلبه عليه وتعينه على الاستقامة والثبات والحفظ .
* ورد خاص : وهو ما يسنده الشيخ إلى تلميذه من صيغة مشروعة من صيغ الذكر في أوقات مخصوصة لتدريبه على الاستئناس بالله تعالى ومجالسته والإنابة إليه ومراقبته ومحاسبة نفس الذاكر .
9- الخلوة : هي اعتكاف ورباط وتجرد لله تعالى لأيام تنقى فيها سريرة المريد ويصفو قلبه وتشرق روحه بنور الذكر ويلهم الحكمة بإذنه تعالى .
10- المذاكرة : هي سؤال السالك شيخه عما أشكل عليه من أحوال نفسه لمعرفة عللها وأمراضها وكيفية تهذيبها ورياضتها للتدرج بها إلى أعلى مراتب التزكية والصفاء لينال الفلاح منه سبحانه[ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ] الشمس : 9
11-الرابطة : هي صلة قلبية بين المريد وشيخه ، وأخوة بينه وبين إخوانه السالكين يستشعر من خلالها أن له إخوة يسيرون معه وشيخاً خبيراً يأخذ بيده ليجمع قلبه على ربه .
12-المجالس : وهي على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : مجالس الدروس العلمية التي لابد للمريد السالك من حضورها لتصحيح أفكاره وتحقيق معرفته بدينه .
النوع الثاني : مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، غايتها تنوير القلوب والتعريف بسيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم والتابعين لهم بإحسان .
النوع الثالث : مجالس الذكر التي تربط القلب بالله سبحانه وتعالى وتساعد على تهذيب النفس والتحقق بالأخلاق الحميدة .
------------------
1- الشريعة : هي الأمر بالتزام العبودية لله تعالى .
والشرع في اللغة : هو البيان والإظهار .
والشريعة والشرع والدين والملة كلها كلمات تعبر عن معنى واحد .
2- الطريقة : هي السيرة المختصة بالسالكين إلى الله تعالى ، أو الأسلوب الأمثل في تطبيق أمر الله تعالى
يقول فضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى : التقرب إلى الله تعالى لا يكون إلا بما شرعه الله تعالى ، فإن شريعة الله تعالى هي الطريقة الموصلة إلى قربه وحبه تعالى .
ومن المعلوم في اللغة العربية أن : الشرعة والشريعة هي الطريقة ، قال الله تعالى : [ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا] المائدة :48 .
ويقول فضيلة الشيخ عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى : ( الطريقة هي العمل بمقتضى ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وما شرعه يسمى شريعة ، وكذا العلم بذلك فإنه أيضاً يسمى شريعة ، والعمل بذلك العلم يسمى طريقة ، والحصول على ثمرة ذلك يسمى حقيقة ) .
3- الحقيقة : من حقَّ الشيء إذا ثبت ، والتاء لنقل الكلمة من الوصفية إلى الاسمية .
وفي اصطلاح أهل اللغة : حقيقة الشيء ما به يكون هو كما هو .
فالشريعة خطاب الله تعالى وكلامه الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم لتبليغه إلى خلقه ، وتكليفهم بالتزام أمره تعالى واجتناب نهيه .
والحقيقة مظهر إرادته سبحانه وتعالى عن سر تصرفه في خلقه وجميع كونه ، وقد يخص الله تعالى ببعض علمه من اختار من أنبيائه ورسله ثم بعضاً من أحبابه وخواص عباده ( كالخضر عليه السلام ) .
وقد أطلق على العلم بالشريعة : علم الفقه أو علم الدين .
كما أطلق على علم الطريقة : علم التصوف أو علم التربية أو التزكية أو مقام الإحسان وهو الركن الثالث من أركان الدين ، قال الله تعالى :[وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ] لقمان :15 . والسبيل هو الطريق .
4- التصوف : هو علم تعرف به أحوال تزكية النفوس ، وتصفية الأخلاق ، وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية .
ومعنى العلم هو : إدراك الشيء على حقيقته ، والعلم لا يكون إلا بالتعلم ، ولا يؤخذ العلم إلا عن أهله ، ومضمون هذا العلم هو معرفة أحوال تزكية النفوس .
وكلمة أحوال تدل على تنوع أساليب تزكية النفوس لتطهيرها من الأدران بحسب الزمان والمكان والأشخاص .
وتصفية الأخلاق تدل على تخليص الأخلاق الفطرية البريئة من الشوائب التي قد علقت بها .
وسئل سيدي عبد الله بن علوي الحداد رضي الله عنه عن معنى السير إلى الله تعالى ، فأجاب :
بأنه تزكية النفس والجوارح عن منكرات الأخلاق والأعمال ، وبذلك يقرب العبد من الله تعالى قرباً معنوياً ، وكلما كان أزكى وأطيب كان أدنى وأقرب ، والسالك من مشى على المقامات بحاله لا بعلمه وتصوره .
قال أئمتنا : أول التصوف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة .
فالعلم يكشف عن المراد ، والعمل يعين على المطلوب ، والموهبة تبلغ غاية الأمل .
وأهله على ثلاث طبقات : مريد طالب وهو صاحب وقت ، ومتوسط سالك وهو صاحب حال ، ومنتهي واصل وهو صاحب سر .
والواصل إلى الله تعالى من وصل بالعلم بالله تعالى إليه ، وأهل هذه المرتبة يتفاوتون تفاوتاً لا ينحصر .
وللواصل إلى هذا المقام حالتان تسمى إحداهما بالجمع وهو : الاستغراق في شهود عظمة الله تعالى وصفات جماله ، والأخرى تسمى بالفرق وهي : شهود الخلق .
فإذا ورد على العارف بالله تعالى حالة الجمع فني عن نفسه وغيره من أبناء جنسه ، واستغرق بربه وذهب فيه بالكلية فلا يخطر خاطر ، ولا يظهر موجود إلا وجود الحق جل وعلا .
والكامل من يجمع بين الحق والخلق ، فيكون مع الخلق بظاهره ومع الحق بقلبه ، وتلك زينة الأنبياء والصديقين والأولياء الكاملين .
ولا شيء أعون للعبد على الوصول إلى الله تعالى من :
1. الإكثار من ذكر الله تعالى .
2. امتثال أمره تعالى واجتناب نهيه .
3. اظهار الذل والافتقار له سبحانه .
4. التبرؤ من الحول والقوة والرجوع إلى حول الله تعالى وقوته .
5. رؤية الفضل والمنة لله تعالى .
5- الشيخ : هو المربي المأذون العارف بالله تعالى ، الوقاف عند حدود ما شرعه الله تعالى ، الخبير بطرائق معالجة أمراض النفوس وتزكيتها ، والعالم بمشكلات عصره وأهل زمانه .
ويؤخذ السر عنه بـ :
1. المرافقة والموافقة .
2. النظر والتسليم .
3. الخدمة والمحبة .
{ إن كنت تدري تعرج وتسري خذ عني سري به تلقى الله }
6- الإذن : هو إجازة من الشيوخ بالأهلية للتربية ، وهي ضرورية وهامة في كل زمان ، ولولاها لادعى الأهلية من لا أهلية لديه ولا تربية .
وشروطها أربعة :
أ -المعرفة بالله تعالى .
ودليلها : مكارم الأخلاق .
ب - التقوى والعمل من أجل الله سبحانه وتعالى .
ودليل ذلك : الوقوف عند حدود ما أحل الله تعالى وما نهى عنه .
ج - الخبرة بأحوال النفوس وعللها وأمراضها ومدارجها .
ودليل ذلك : الشخصيات والنماذج التي تخرجت من مدرسته وأصبحت أعواناً للشيخ وإخواناً له .
د - العلم بعصره وأهل زمانه .
ودليل ذلك : الحكمة في التصرفات بما يتناسب والموقف الذي هو فيه .
7- البيعة : هي انتساب للمدرسة والتزام بمنهجها التربوي ، وبشارة في فتح أبواب الخير والترقي في مدارج السالكين إلى الله تعالى .
8- الورد : هو ذكر الله تعالى ، وهو نوعان :
* ورد عام : وهو كل صيغة ذكر مشروعة تُذكر المريد بالله سبحانه وتجمع قلبه عليه وتعينه على الاستقامة والثبات والحفظ .
* ورد خاص : وهو ما يسنده الشيخ إلى تلميذه من صيغة مشروعة من صيغ الذكر في أوقات مخصوصة لتدريبه على الاستئناس بالله تعالى ومجالسته والإنابة إليه ومراقبته ومحاسبة نفس الذاكر .
9- الخلوة : هي اعتكاف ورباط وتجرد لله تعالى لأيام تنقى فيها سريرة المريد ويصفو قلبه وتشرق روحه بنور الذكر ويلهم الحكمة بإذنه تعالى .
10- المذاكرة : هي سؤال السالك شيخه عما أشكل عليه من أحوال نفسه لمعرفة عللها وأمراضها وكيفية تهذيبها ورياضتها للتدرج بها إلى أعلى مراتب التزكية والصفاء لينال الفلاح منه سبحانه[ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ] الشمس : 9
11-الرابطة : هي صلة قلبية بين المريد وشيخه ، وأخوة بينه وبين إخوانه السالكين يستشعر من خلالها أن له إخوة يسيرون معه وشيخاً خبيراً يأخذ بيده ليجمع قلبه على ربه .
12-المجالس : وهي على ثلاثة أنواع :
النوع الأول : مجالس الدروس العلمية التي لابد للمريد السالك من حضورها لتصحيح أفكاره وتحقيق معرفته بدينه .
النوع الثاني : مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، غايتها تنوير القلوب والتعريف بسيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم والتابعين لهم بإحسان .
النوع الثالث : مجالس الذكر التي تربط القلب بالله سبحانه وتعالى وتساعد على تهذيب النفس والتحقق بالأخلاق الحميدة .
------------------
تنبيه السالك والمريد لما فيه الفلاح والتسديد