دعاة السلفية و فهم السلف الصالح !!

علشان تفهم القضية .. و محدش يضحك عليك 
دعاة السلفية يقولوا لك ايه .. احنا بنتبع القرآن و السنة بفهم السلف الصالح .. مين السلف الصالح ؟ الصحابة و التابعين و تابعي التابعين ( من عاشوا القرون الثلاثة الخيرة ) .. كويس جدا .. و طبعا كل مسلم يحب ينضم لأهل هذا الفهم 
 السؤال بقى .. أهل هذه القرون الثلاثة الذين هم أفقه الناس بدين الله .. و بيننا و بينهم بون شاسع فهما و رشدا و ورعا و تقى و إخلاصا لله - أهل هذه القرون و هم الصحابة و التابعون و تابعي 
التابعين - اختلفوا في مسائل الفروع دون الأصول ، فلم يختلفوا في عدد ركعات الظهر و لا أن أركان الإسلام خمسة و لا عدد الأشواط و الطواف .. اختلفوا فيما يتفرع عن ذلك فالقيام للصلاة للقادر ركن لكن هل ارسل يدي هل أقبضها و ان قبضتها فوق السرة أم تحتها .. هكذا .. اختلفوا .. مثال آخر الحسن البصري (ر) أليس من السلف ؟ أتعلم أنه لا يرى بأسا لو خلع (الماسح على الخف) خفه أن يصلى بوضوئه السابق و يقول شأنه كمن توضأ و مسح شعرات رأسه ثم حلقها فلا يطالب بإعادة وضوئه .. هذا رأي أحد كبار السلف فهل تأخذ به أيها السلفي المتبع لسلف الأمة .. 
فأنت أيها السلفي الحديث عايزني أطبق أي رأي من أراء السلف ان اختلفوا في فهم النص؟ 
تجده من الآخر يقصر الصواب فقط على أئمة بعينهم عبر كل حقبة و هم الإمام أحمد بن حنبل (ر) ثم في القرن السابع ابن تيمية و تلميذه ابن القيم ثم يطوي قرونا ليصل لمحمد بن عبد الوهاب حتى وصل بسلامة الله لابن باز و ابن عثيمين و الحويني .. الخ و لا تجده مرة ينتصر لأعبان المذهب الحنفي أو المالكي أو الشافعي إن اختلفوا في مسألة مع من ذكرت أسماءهم
فالقصة ليست اتباع القرآن و السنة فكل السلف يتبعون النصين الكريمين و أعملوا الفكر في فهمهما بعقول تحمل أدوات فهم النصوص و تفسيره من قواعد اللغة و غيرها توصلا لرأي في المسألة .. فأنت أيها السلفي تريد فرض فهمك و فهم أئمتك دون سواهم على الآية و الحديث و تحظر الأخذ بغير ما انتهى علماؤك ضاربا عرض الحائط بأعيان الأمة كابرا عن كابر ، بل يصل الأمر إلى سخريتهم من واحد كأبي حنيفة و رجال مدرسته و الذي تتعبد أكثر من ثلث الأمة على مذهبه فيخطئ بهذا ملايين من الأئمة و مقلديهم لضيق أفقه و صدره و عقله .

وكتبه الشيخ المستشار : اسامة زكى رضى الله عنه