أخلاق الخوارج !
كتبه الشيخ : علاء الدين احمد
*************
*************
يروي التاريخ أن نفراً من
الخوارج قتلوا صاحب رسول الله -صلى الله عليه و سلم!- سيدنا عبد الله بن
خباب و بقروا بطن امرأته و هي حبلى ..و كل ذلك من غير ما ذنب ، ثم اجتازوا
بين النخل فرأى أحدهم تمرة على الأرض فَهَمَّ بأخذها فعنفه أصحابه و زجروه
قائلين :لا تأخذها!! فلعل صاحبها لا يأذن !!!
هكذا يروي التاريخ من أعاجيبهم ، أما نحن اليوم فنرى عياناً ما رواه التاريخ قصصاً و حكايات..
سألت أخاً شامياً رجع من الحج عما جرى معه في حجه ؛ فقال لي : من غريب ما جرى معي أننا كنا ننتظر صلاة الجماعة وقوفاً مقابل الكعبة ، و لشدة الزحام كنت أشبِّك يديَّ مع المصلي عن يساري و عن يميني ، و كان هناك رجل بلحية طويلة و جلباب أبيض يمر بين الصفوف و يُضيِّف التمر للمصطفين للصلاة فمرَّ و ضيفني فكرهت إخراج يدي لتناول تمرة و اعتذرت بلطف فاجتازني و تابع تضيف بقية الصف ، فلما انتهى منه و بدأ بتضييف الصف الخلفي وصل إلى جانبي مرة أخرى و حاذاني فتذكر أني لم آخذ في المرة الأولى فعاد فضيَّفني ، فسحبت يدي اليسرى لقربها منه -دونما شعور مني - و تناولت تمرة فما كان من الرجل إلا أن انصب علي تبكيتاً و تقريعاً و شتماً و توبيخاً يقول : (يا شيطان يا فاسق !! تأخذ باليسرى كما الشيطان ، أنت كذا و كذا ...و تابع شتائمه و أنا ساكت مطرق لا أتفوه بكلمة و أتألم بصمت حتى انتهى و انصرف ..
قلت : سبحان الله !! سباب و شتائم أمام الكعبة و قبيل الصلاة و في بيت الله الحرام و في أيام كريمة و لحاج ضيف ما اجترح خطأً و ما جرت منه جريرة !! و لأجل ماذا !!
هذه هي أخلاق الخوارج حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و الحافر بالحافر...
***
سمعت مرة أحد مشايخ الوهابية يتحدث عن جلافة مجتمعهم - وهو جَلف و لكنه لا يدري- يقول : رأيت رجلاً كان يعمل عندنا في السعودية في بلده فسلمت عليه و حادثته فحدثني عن سوء معاملتنا له في بلادنا سنين إقامته فيها و كان مما قاله : ( يا شيخ ! هل تصدق أن من ضحكوا في وجهي مدة عملي عندكم يعدون على أصابع اليد الواحدة!!!)
****
حدثني ابن عمي و هو أستاذ رياضيات قدير له مكانته في بلده ، كان قد أقام في السعودية زمناً ليس بالقليل ، قدم إليها طمعاً بالحج و العمرة
قال : هم لا يضحكون في وجوهنا و لا يتبسمون و إذا دخل الأستاذ العربي ( يسمونه الأجنبي) إليهم في ناديهم و كانوا يتكلمون سكتوا ، أو كانوا يتضاحكون وجموا حتى يخرج الأستاذ الغريب ..
حدثني عن أستاذ أردني ضبط طالباً سعودياً يغش في الإمتحان بشكل علني فأخذ منه الورقة فبادر الطالب بضربه على عينه حتى ورمت ، و لما رفع الأمر للإدارة أتى القرار بترحيل الأستاذ فوراً لاعتدائه على الطالب
يقول ابن عمي : فتوسطت له بما لي عندهم من مكانة لإلغاء الترحيل فقالوا : يعتذر من الطالب و يلغى الترحيل و هكذا كان ..
كان مما قاله لي : الطلاب يأمرون الأستاذ بإنهاء الدرس في أي وقت ؛ فإذا قال أحدهم :" تكفى يا استاذ" فأي إتمام للدرس من بعد ذلك يعني مشكلة
الغريب هناك محتقر مذموم ، هو المعتدي و إن ثبت العكس ، و المواطن السعودي هو المعتدى عليه و إن ثبت العكس ، سيف الترحيل مسلط على رقاب الغرباء بشكل دائم ***
أعجب ما أعجب له اليوم كيف غزتنا أخلاق الوهابية الخوارج في بلادنا بلاد الشام معدن اللطف و الدماثة و حسن المعشر ..
و الأعجب من ذلك كيف بُهرنا بهم و أُعجبنا ببضاعتهم و وهابيتهم و مشايخهم و أفكارهم !!
سألت أخاً شامياً رجع من الحج عما جرى معه في حجه ؛ فقال لي : من غريب ما جرى معي أننا كنا ننتظر صلاة الجماعة وقوفاً مقابل الكعبة ، و لشدة الزحام كنت أشبِّك يديَّ مع المصلي عن يساري و عن يميني ، و كان هناك رجل بلحية طويلة و جلباب أبيض يمر بين الصفوف و يُضيِّف التمر للمصطفين للصلاة فمرَّ و ضيفني فكرهت إخراج يدي لتناول تمرة و اعتذرت بلطف فاجتازني و تابع تضيف بقية الصف ، فلما انتهى منه و بدأ بتضييف الصف الخلفي وصل إلى جانبي مرة أخرى و حاذاني فتذكر أني لم آخذ في المرة الأولى فعاد فضيَّفني ، فسحبت يدي اليسرى لقربها منه -دونما شعور مني - و تناولت تمرة فما كان من الرجل إلا أن انصب علي تبكيتاً و تقريعاً و شتماً و توبيخاً يقول : (يا شيطان يا فاسق !! تأخذ باليسرى كما الشيطان ، أنت كذا و كذا ...و تابع شتائمه و أنا ساكت مطرق لا أتفوه بكلمة و أتألم بصمت حتى انتهى و انصرف ..
قلت : سبحان الله !! سباب و شتائم أمام الكعبة و قبيل الصلاة و في بيت الله الحرام و في أيام كريمة و لحاج ضيف ما اجترح خطأً و ما جرت منه جريرة !! و لأجل ماذا !!
هذه هي أخلاق الخوارج حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و الحافر بالحافر...
***
سمعت مرة أحد مشايخ الوهابية يتحدث عن جلافة مجتمعهم - وهو جَلف و لكنه لا يدري- يقول : رأيت رجلاً كان يعمل عندنا في السعودية في بلده فسلمت عليه و حادثته فحدثني عن سوء معاملتنا له في بلادنا سنين إقامته فيها و كان مما قاله : ( يا شيخ ! هل تصدق أن من ضحكوا في وجهي مدة عملي عندكم يعدون على أصابع اليد الواحدة!!!)
****
حدثني ابن عمي و هو أستاذ رياضيات قدير له مكانته في بلده ، كان قد أقام في السعودية زمناً ليس بالقليل ، قدم إليها طمعاً بالحج و العمرة
قال : هم لا يضحكون في وجوهنا و لا يتبسمون و إذا دخل الأستاذ العربي ( يسمونه الأجنبي) إليهم في ناديهم و كانوا يتكلمون سكتوا ، أو كانوا يتضاحكون وجموا حتى يخرج الأستاذ الغريب ..
حدثني عن أستاذ أردني ضبط طالباً سعودياً يغش في الإمتحان بشكل علني فأخذ منه الورقة فبادر الطالب بضربه على عينه حتى ورمت ، و لما رفع الأمر للإدارة أتى القرار بترحيل الأستاذ فوراً لاعتدائه على الطالب
يقول ابن عمي : فتوسطت له بما لي عندهم من مكانة لإلغاء الترحيل فقالوا : يعتذر من الطالب و يلغى الترحيل و هكذا كان ..
كان مما قاله لي : الطلاب يأمرون الأستاذ بإنهاء الدرس في أي وقت ؛ فإذا قال أحدهم :" تكفى يا استاذ" فأي إتمام للدرس من بعد ذلك يعني مشكلة
الغريب هناك محتقر مذموم ، هو المعتدي و إن ثبت العكس ، و المواطن السعودي هو المعتدى عليه و إن ثبت العكس ، سيف الترحيل مسلط على رقاب الغرباء بشكل دائم ***
أعجب ما أعجب له اليوم كيف غزتنا أخلاق الوهابية الخوارج في بلادنا بلاد الشام معدن اللطف و الدماثة و حسن المعشر ..
و الأعجب من ذلك كيف بُهرنا بهم و أُعجبنا ببضاعتهم و وهابيتهم و مشايخهم و أفكارهم !!