الرد على أدعياء التصوف والتصوف منهم بريء ...!!!!

الرد على أدعياء التصوف والتصوف منهم بريء ...!!!!
بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني حفظه الله
........
لقد قلنا مرارا وتكرارا بأن التصوف قبل أن يكون دروشة وسبحة وتغميض عينين وهز رأس وادعاء للفضيلة والأخلاق الكريمة والنبيلة التي غالبا ما تكون في غير محلها ، هو علم ونور وأصول متينة وعقائد مستقيمة على وفق اعتقاد أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية ...!!!

وبإجماع أهل الطريقة والشريعة والحقيقة فإنه لا يمكن أن يكون أهل البدع العقائدية ولا المقدسين لأهل هذه البدع ولا الموقرين لهم ، ولا االمدافعين عنهم بجهل ولا المتسامحين معهم بالباطل و و ... فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا من أهل التصوف الصافي والحقيقي ولا من الواصلين إلى حضرة الله عز وجل ، لأن جهلهم بالله تعالى وبدينه ، وما يجب عليهم اعتقاده من أصول التنزيه والتقديس لله رب العالمين ، مع واجب الذب عن عقيدة أهل الحق التي بها يصح العمل ويقبل ، فهذا الجهل والتكاسل بحد ذاته يكفيهم في ميلهم عن سبيل الحق وعدم الاهتداء بأنوار أهل الله عز وجل ...

ومن يدعي الرحمة والحب والنسب الطاهر والشريف من هؤلاء فإني أعرفهم جيدا وأعرف حقيقتهم على التفصيل والإجمال فما أحراهم أن يلتزموا حدهم ...

ومن أركان التصوف التسليم بقضاء الله تعالى والتسليم بحكمته في قضائه بأمور خلقه ، فلو فقه هؤلاء لعلموا أن الله كما سخر الوهابية لنشر الشر سخرنا لنشر الخير ورد الإفك ونصرة دينه وشرعه وأوليائه ...!!!

فعجبا لمن يدعي التصوف وهو العدو الأول للتصوف بسبب جهله بأصوله وقواعده ومبادئه ومرماه ومقاصده وغاياته وآدابه ومثله العليا ...

وعجبا لمن يواجه من يدافع عن أهل الله ، ثم يقابل هؤلاء الأدعياء أولئك المصلحين المدافعين بالعنف والغلظة والعداوة بسبب ما علق بعقولهم من خيالاتهم الباطلة ، مع أن غالب هؤلاء قد ورثوا الدروشة مع جهل غريب وبخل عجيب وشح مطاع ، ثم يوهمهم شيطانهم بأن كل واحد منهم هو ولي الله الأوحد وأنه الغوث الأكبر وقطب دائرة الوجود و و ... ورحم الله سيدي وشيخي الذي أكرمني الله تعالى اليوم برؤيته في المنام وقد قبلت رجله ويده الشريفة عندما قال لنا مرات ومرات ومرات إذا كان الواحد لا تجود نفسه بإعطاء خمس ليرات - وكانت وقتها لها شيء من القيمة - فكيف يجود بنفسه وروحه في سبيل الله ...

وليت هؤلاء الذين يشفقون على الوهابية ويطلبون منا اللطف بهم والرفق بهم أن يرفقوا بإخوانهم الذين يجاهدون بأقلامهم وألسنتهم في نصرة دين الله تعالى وشرعه ونبيه وأوليائه ببراهين أهل الحق وتزييف أباطيل أهل الباطل وأضاليلهم المدمرة للبلاد والعباد والذين من أخطرهم على الإطلاق الوهابية الضالة بعقائدها المبتدعة والمخزية ...

فحبذا لو علا صوتهم ليطلبوا من الوهابية أن يكفوا ألسنتهم وأيديهم وأسلحتهم عن عباد الله تعالى ...

فأمثال هؤلاء من أدعياء التصوف لو دخل نور التصوف إلى قلوبهم ولامس عقولهم لانطمست هذه الخيالات الباطله التي يعيشونها وهم يحسبون أنهم مهتدون ...

فتصوف وجهل لا يلتقيان فكيف يجتمع التصوف الحق وهو علم ونور وإيمان بظلام أهل البدع والجهل والبهتان ...!!!

وعجبا لمن يكون في مجموعة صوفية أو مجموعة صلاة على الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ، ثم تراه يتودد إلى أعداء الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وأولياء الله تعالى ثم يزعم أنه صوفي وأنه محب وأنه رحمة مهداة ... حتى إنه من شدة رحمته لم يبق له إلا أن ينكر على الله عز وجل حيث قال في نبيه وأصحابه ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) ، وفي تنزيله لأحكام الحدود الشرعية من القصاص في القتل والرجم وقطع اليد والرجل من خلاف أو النفي من الأرض ، ثم يغفل عن الحكمة من هذه الأحكام التي هي لمصلحة الأنام ، والتي فيها انتظام حياتهم على أحسن ما يرام ... ، كما لا ينقصه أيضا إلا أن ينكر على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم الذين جاهدوا في سبيل الله تعالى بأموالهم وأنفسهم فسلوا سيوفهم ورماحهم ، وبذلوا أموالهم ومهجهم وشدوا على أعداء الله تعالى من الذين يصدون عن تبليغ دعوة الله تعالى لعباده ، وهذا طبعا من دون المستضعفين والمسالمين منهم ، فهؤلاء لا يجوز التعرض لهم ولا إيذاؤهم مطلقا ولا إرغامهم على اعتناق الإسلام وهم لا يرغبون ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ...) ... ، فنصر الله تعالى بهم الدين ومكن للإسلام في ربوع الأرض ...!!!

وأخيرا نقول لهؤلاء التائهين : نحن لا نسل سيوف الموت والبغي والفناء لإزهاق أرواح الناس ، وإنما نسل ألسنة الحق والعدل ، وهذا من أوجب الواجبات ، بل هو من أعظم الجهاد في سبيل الله تعالى ، لما فيه من سعادة بني الإنسان أجمع ...!!!

و ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) صدق الله العظيم .
وصلى الله تعالى على سبدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .

بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني الماتريدي الحنفي تولاه الله تعالى بفضله الجلي والخفي .