من وحي ذكرى الإسراء والمعراج

من وحي ذكرى الإسراء والمعراج ...!!!
بقلم الشيخ : عبدالخالق زكريا الجيلاني حفظه الله
....................

يقولون : إن الله تعالى في رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج قد شرف نبيه ومصطفاه بزيارة السموات ورؤية ما فيها من الآيات الباهرات ، وأنزله أشرف المقامات وخاطبه في أسمى وأكرم المنازل ، وهذا من أشرف وأعظم الرتب البواهر الكوامل ...!!!

قلت ( عبدالخالق زكريا الجيلاني ) : نعم ليس بعد تكليم الله تعالى له كلام ، فأي شرف عظيم بعد هذا الشرف والإعظام ، الذي هو نهاية الشرف وغاية الكرم والمجد والعز الذي لا يتناهى ولا يحاط به في هذا المقام ، إذ هو نهاية نهايات الكمال والجلال في هذا المرام ...!!!

وأقول أيضا : وأما تشريفه بزيارة السموات ورؤيته للملائكة ذوي الفخر العلي والشرف الرضي والجلي بما أكرمهم ربهم من الفضائل والمقامات ، وكذلك اطلاعه على الجنة وما فيها من النعيم وجلائل الكرامات لأهل الإيمان والأعمال الصالحات ... فلا والله ، بل ملائكة السماء وجميع الأنبياء ، وما فيها من سائر ما خلق الله تعالى من النعماء ... فهي التي تشرفت به ، وعلت وزهت وتباركت بوجوده ، وتنورت بزيارته وهامت برؤيته وسعدت بحضوره وحضرته صلى الله تعالى عليه وسلم صلاة دائمة بدوام الله وملكه وجلاله وكماله ...!!!

وكنت قد قلت في ذلك نظما في قصيدة طويلة في هذه المناسبة الكريمة العطرة ، وقد جاء في مطلعها ما يلي :

بسم الله الرحمن الرحيم

فِيْ ذِكْرَى الإسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ :

فِيْ لَيْلَةِ السَّبْعِ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَجَـبِ - أكْبِـرْ بمُعْجـِزَةٍ مِنْ أعْجَبِ العَجَـبِ !

نُوْرُ الوُجُوْدِ إلَىْ العَليَاءِ مُرْتَحِـلٌ -- فالحُزْنُ لِلأرْضِ وَالخَضْرَاءُ فِيْ طَرَبِ

الأرْضُ تَنْـدُبُ وَالأرْجـاءُ بَاكِيَـــةٌ -- لِفَقْــدِ أحْمَدَ سَاعَـاتٍ مِنَ النَّحَــبِ

تَبْكِي وَحُقَّ لهَا الحُزْنُ الألِيْـمُ بِـلا -- شَــــكٍّ يُـرَدُّ بإنْكَـارٍ وَلا رِِيَبِ

عَـلا عَلىْ الكَوْنِ بالنَّعْلَيْنِ يَا شَرَفـاً - عَـلَا جَمِيْـعَ الوَرَى يا مُنْتَهَى الأَرَبِ

قََالُوْا بِأَنَّ عُرُوْجًا فِيْ السَّمَـاءِ لَهُ - كَرَامَةٌ هِيَ مِنْ مُسْتَعْظَـمِ القُـرُبِ

قَالُوْا وَمَا عَلِمُـوْا أَنَّ السَّمَـاءَ وَمَا -- فِيْهَــا بِهِ شُرِّفَـتْ بالـذَّاتِ وَاللّقَـبِ

وَيَعْتَلِـي صَهْوَةَ العَليَـاءِ مُرْتَقِيــاً -- إلَـىْ مَنَـازِلَ لَمْ تُوْطَـأْ لِمُقْتـــرِبِ

وَسِدْرَةُ المُنْتَهَى فِيْ المُنْتَهَى ألَقـاً - يَا مُنْتَهَى عِزِّهَا المَحْفُوْفِ بالعَجَـبِ

يَا لَيْلَـةً كَمْ أفاضَ اللــهُ مِنْ رُتَـبٍ - عَلَىْ الحَبيْبِ بِأعْلَى الفَضْلِ وَالرُّتَبِ

إلى آخر القصيدة المباركة ولله الحمد والمنة ... .....

بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني الماتريدي الحنفي تولاه الله تعالى بفضله الجلي والخفي .