كتبه الشيخ مختار محسن الازهرى حفظه الله
أمين فتوى لدى دار الإفتاء المصرية
دفع الشبهات وكشف الخرافات [ 6 ] هل احنا مطالبين بإقامة دولة الإسلام وهل اللي بيحصلنا ده بسبب عدم وجود حكم إسلامي؟
الجواب مختصرا :
بسم الله الرحمن الرحيم
لا طبعا إحنا غير مطالبين بإقامة دولة الإسلام ! لأن المسلمين عايشين فعلا في دول مسلمة على الأقل بتقيم الشعائر الدينية زي ما سيدنا علمنا وقال لنا : " «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» [رواه البخاري] يعني دي شعائر الإسلام الحقيقية اللي الدين بيكتفي بيها في الظاهر عشان نعتبر أي حد من المسلمين
وإن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ما أمرناش بإقامة الخلافة عند سقوطها،ولا إقامة جماعة لاسترجاعها، بل بالعكس أمرنا باعتزال الفرق في وقت الفتن ، وإن عشان نرجع تاني زي الأول أقوياء ومتحدين فلازم نحل مشكلاتنا ونصلح نفسنا ونأخذ بأسباب النجاح المادي والمعنوي.
الجواب مفصلا :
الشبهة دي جاية من فكر الإخوان المسلمين اللي كانوا سبب في ظهور كل التنظيمات الإرهابية بعدهم وملخص الشبهة بتاعتهم : إنه بسقوط الخلافة سنة 1924 كان واجب على الأمة إحياء الخلافة مرة ثانية فعشان كده قام حسن البنا سنة 1928 بإنشاء تنظيم الجماعة ليسعى من خلاله لإعادة الخلافة الإسلامية!
لكن السؤال المهم اللي كان لازم حسن البنا يسأله لنفسه وللعلماء :
هل إحياء الخلافة ده واجب شرعي على الأمة ؟
هي دي المغالطة اللي وقعنا فيها من أيام حسن البنا لغاية داعش اللي جاية دلوقتي تقول إنها تمثل الدولة الإسلامية وتعالوا عشان تبايعوا أمير المؤمنين أبو فشر البوغدادي :D
وعشان نفهم المغالطة دي لازم نعرف إن أي واجب شرعي لازم يتضح لينا بشانه أمرين : الأول مصدره الثاني : على من يجب
فالصلاة مثلا تجب بدليل قوله تعالى {وأقيموا الصلاة} [الأنعام :72 ] ولأن العلماء كلهم أجمعوا على وجوبها.
وهي تجب على كل مسلم بالغ عاقل ولا تجب على المرأة وقت العذر الشرعي
يبقى هنا الصلاة عرفت مصدر وجوبها وهي واجبة على مين !
المغالطة الحقيقية هنا هي :إن الخلافة مفيش أدلة واضحة على وجوب إعادتها ولا مين اللي مطالب بده!
طبعا مفيش إجابة واضحة على السؤال ده عندهم!
كمان لازم نعرف مغالطه تانية بيقعوا فيها ، لازم نعرف إن الناس المجرمه دي صوروا لأتباعهم السذج إن كل دول العالم دول كفر ومفيش دولة مسلمة موجوده في الأرض فلازم نسعى لإقامتها من البداية! زي ما بيقول سيد قطب التلميذ النجيب لفكر حسن البنا بيقول في أسوأ كتاب لتفسير القرآن المسمى بالظلال 2/1057 " ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية «الحاكمية» التي يدعيها العباد لأنفسهم- وهي مرادف الألوهية- سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب.! " يعني خلاصة كلامه مفيش إسلام حقيقي ولا دولة مسلمة في الأرض!!! وهو ده اللي قامت به داعش محاولة إقامة الدولة المزعومة.
وده عكس اللي تعلمناه من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اللي كان زي ما في البخاري بيروي عن سيدنا أنس أنه " يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح" [رواه البخاري] سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان بيمتنع عن غزو أي حد بيعلن الأذان ، وسيد قطب مش عاجبه إن احنا نكتفي بالآذان وإظهار الشعائر الدينية على إسلام الدولة وأهلها وبيقول إن حتى الي بيردد الأذان مرتد !
يبقى نصدق مين ونتبع مين سيدنا صلى الله عليه وسلم ولا كلام المخرف سيد قطب.
- طيب وهل ممكن يكون هناك أمر أو واجب بإعادة الخلافة ؟
الحقيقة الصادمة إن الأدلة اللي وردت عكس اللي بيقولوه تماما :
فمثلا في الحديث اللي فيه سيدنا حذيفة بيسأل سيدنا صلى الله عليه وسلم عن زمن الفتن وايه العمل وفيه : " فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِك" [رواه البخاري]
يعني سيدنا ما أمرناش بإقامة الخلافة ولا تكوين جماعة غرضها إحياء الخلافة، بالعكس ده أمرنا باعتزال أي فرقة في هذا الوقت ، وكل كلام حسن البنا وسيد قطب والمودودي والجماعة المخرفين دول غرضه إن احنا نضرب في بعض حكام ومحكومين وننشغل عن أعدائنا وننشغل عن واجبنا الحقيقي اللي هو تغيير النفس وإصلاحها وإصلاح مجتمعاتنا بالعمل والسعي للوحدة بعد كده هايجي تلقائيا لما نقضي على مشكلاتنا الداخلية المهم نعرف فين مركز الدائرة ؟!
الدين بيقول لنا إن المركز هو أنت " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6 ]
والمخرفين دول بيقولوا إن المركز هو الدولة ولازم الدولة المسلمة تقوم وبعدين الخير هيعم ! نصدق مين؟! كلام ربنا ولا كلام المخرفين ...
المسلمون مثل أي أمة لما يطيعوا ربهم ويقوموا بواجباتهم الدينية والدنيوية ربنا هيوفقهم على مستوى دولهم ومستوى الأفراد { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [ النحل: 97 ] طيب لو حد قصر هينال عاقبة تقصيره { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [ 143 :النساء ] يعني الموضوع مش تمني ولا محاباة لأحد آدي الخلاصة .
اللي بيحصل لنا ده بسببنا إحنا مش بسبب المؤامرة الكونية علينا ،إحنا اللي مقصرين في واجباتنا واللي منها الأخذ بأسباب العلم والقوة الاقتصادية والعسكرية ولسه بنبحث عن قضايا خلافية تفرقنا ولا تجمعنا وربنا بيقول لنا {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال : 46 ]
اللهم علمنا وقونا على هؤلاء الذين شوهوا صورة الدين وغيروا أحكامك على وفق أهوائهم .
أمين فتوى لدى دار الإفتاء المصرية
دفع الشبهات وكشف الخرافات [ 6 ] هل احنا مطالبين بإقامة دولة الإسلام وهل اللي بيحصلنا ده بسبب عدم وجود حكم إسلامي؟
الجواب مختصرا :
بسم الله الرحمن الرحيم
لا طبعا إحنا غير مطالبين بإقامة دولة الإسلام ! لأن المسلمين عايشين فعلا في دول مسلمة على الأقل بتقيم الشعائر الدينية زي ما سيدنا علمنا وقال لنا : " «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته» [رواه البخاري] يعني دي شعائر الإسلام الحقيقية اللي الدين بيكتفي بيها في الظاهر عشان نعتبر أي حد من المسلمين
وإن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ما أمرناش بإقامة الخلافة عند سقوطها،ولا إقامة جماعة لاسترجاعها، بل بالعكس أمرنا باعتزال الفرق في وقت الفتن ، وإن عشان نرجع تاني زي الأول أقوياء ومتحدين فلازم نحل مشكلاتنا ونصلح نفسنا ونأخذ بأسباب النجاح المادي والمعنوي.
الجواب مفصلا :
الشبهة دي جاية من فكر الإخوان المسلمين اللي كانوا سبب في ظهور كل التنظيمات الإرهابية بعدهم وملخص الشبهة بتاعتهم : إنه بسقوط الخلافة سنة 1924 كان واجب على الأمة إحياء الخلافة مرة ثانية فعشان كده قام حسن البنا سنة 1928 بإنشاء تنظيم الجماعة ليسعى من خلاله لإعادة الخلافة الإسلامية!
لكن السؤال المهم اللي كان لازم حسن البنا يسأله لنفسه وللعلماء :
هل إحياء الخلافة ده واجب شرعي على الأمة ؟
هي دي المغالطة اللي وقعنا فيها من أيام حسن البنا لغاية داعش اللي جاية دلوقتي تقول إنها تمثل الدولة الإسلامية وتعالوا عشان تبايعوا أمير المؤمنين أبو فشر البوغدادي :D
وعشان نفهم المغالطة دي لازم نعرف إن أي واجب شرعي لازم يتضح لينا بشانه أمرين : الأول مصدره الثاني : على من يجب
فالصلاة مثلا تجب بدليل قوله تعالى {وأقيموا الصلاة} [الأنعام :72 ] ولأن العلماء كلهم أجمعوا على وجوبها.
وهي تجب على كل مسلم بالغ عاقل ولا تجب على المرأة وقت العذر الشرعي
يبقى هنا الصلاة عرفت مصدر وجوبها وهي واجبة على مين !
المغالطة الحقيقية هنا هي :إن الخلافة مفيش أدلة واضحة على وجوب إعادتها ولا مين اللي مطالب بده!
طبعا مفيش إجابة واضحة على السؤال ده عندهم!
كمان لازم نعرف مغالطه تانية بيقعوا فيها ، لازم نعرف إن الناس المجرمه دي صوروا لأتباعهم السذج إن كل دول العالم دول كفر ومفيش دولة مسلمة موجوده في الأرض فلازم نسعى لإقامتها من البداية! زي ما بيقول سيد قطب التلميذ النجيب لفكر حسن البنا بيقول في أسوأ كتاب لتفسير القرآن المسمى بالظلال 2/1057 " ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: «لا إله إلا الله» دون أن يدرك مدلولها، ودون أن يعني هذا المدلول وهو يرددها، ودون أن يرفض شرعية «الحاكمية» التي يدعيها العباد لأنفسهم- وهي مرادف الألوهية- سواء ادعوها كأفراد، أو كتشكيلات تشريعية، أو كشعوب.! " يعني خلاصة كلامه مفيش إسلام حقيقي ولا دولة مسلمة في الأرض!!! وهو ده اللي قامت به داعش محاولة إقامة الدولة المزعومة.
وده عكس اللي تعلمناه من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم اللي كان زي ما في البخاري بيروي عن سيدنا أنس أنه " يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما يصبح" [رواه البخاري] سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان بيمتنع عن غزو أي حد بيعلن الأذان ، وسيد قطب مش عاجبه إن احنا نكتفي بالآذان وإظهار الشعائر الدينية على إسلام الدولة وأهلها وبيقول إن حتى الي بيردد الأذان مرتد !
يبقى نصدق مين ونتبع مين سيدنا صلى الله عليه وسلم ولا كلام المخرف سيد قطب.
- طيب وهل ممكن يكون هناك أمر أو واجب بإعادة الخلافة ؟
الحقيقة الصادمة إن الأدلة اللي وردت عكس اللي بيقولوه تماما :
فمثلا في الحديث اللي فيه سيدنا حذيفة بيسأل سيدنا صلى الله عليه وسلم عن زمن الفتن وايه العمل وفيه : " فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِك" [رواه البخاري]
يعني سيدنا ما أمرناش بإقامة الخلافة ولا تكوين جماعة غرضها إحياء الخلافة، بالعكس ده أمرنا باعتزال أي فرقة في هذا الوقت ، وكل كلام حسن البنا وسيد قطب والمودودي والجماعة المخرفين دول غرضه إن احنا نضرب في بعض حكام ومحكومين وننشغل عن أعدائنا وننشغل عن واجبنا الحقيقي اللي هو تغيير النفس وإصلاحها وإصلاح مجتمعاتنا بالعمل والسعي للوحدة بعد كده هايجي تلقائيا لما نقضي على مشكلاتنا الداخلية المهم نعرف فين مركز الدائرة ؟!
الدين بيقول لنا إن المركز هو أنت " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6 ]
والمخرفين دول بيقولوا إن المركز هو الدولة ولازم الدولة المسلمة تقوم وبعدين الخير هيعم ! نصدق مين؟! كلام ربنا ولا كلام المخرفين ...
المسلمون مثل أي أمة لما يطيعوا ربهم ويقوموا بواجباتهم الدينية والدنيوية ربنا هيوفقهم على مستوى دولهم ومستوى الأفراد { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [ النحل: 97 ] طيب لو حد قصر هينال عاقبة تقصيره { لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [ 143 :النساء ] يعني الموضوع مش تمني ولا محاباة لأحد آدي الخلاصة .
اللي بيحصل لنا ده بسببنا إحنا مش بسبب المؤامرة الكونية علينا ،إحنا اللي مقصرين في واجباتنا واللي منها الأخذ بأسباب العلم والقوة الاقتصادية والعسكرية ولسه بنبحث عن قضايا خلافية تفرقنا ولا تجمعنا وربنا بيقول لنا {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال : 46 ]
اللهم علمنا وقونا على هؤلاء الذين شوهوا صورة الدين وغيروا أحكامك على وفق أهوائهم .