ضياع العوام ... بين الأشعري الظريف والوهابي السخيف ...!!!

ضياع العوام ... بين الأشعري الظريف والوهابي السخيف ...!!! 
بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني
.....

بسم الله الرحمن الرحيم 
لست أعجب من طعن الوهابية بالسادة الأشعرية والماتريدية والحكم عليهم بالضلال والمروق من الدين ، وبأنهم من الفرق الضالة والفاجرة وبانهم الأخطر على عقيدة أهل الإسلام ... فهذا ديدن كل الفرق المارقة والفاجرة والتي من أخطرها على الإطلاق هذه الفرقة الوهابية الفاجرة والعاهرة ...
ولكنني أعجب ممن يرد عليهم ممن ينتسب إلى الأشاعرة ويتبجح بمحبة التصوف والأولياء ، ثم تراه يرد عليهم بأسلوب رقيق ومداهن وملاين وجبان ، ويظهر فيه تعظيمه لأهل هذه النحلة المارقة من حيث يدري أو لا يدري ، ويوهم نفسه والناس من حوله بأن الوهابية على حق وصواب ، ولكنهم متشددون في الحكم على الأشاعرة والصوفية وظالمون لهم ... ثم يظهر كأنه يستجديهم - هذا الغبي - أن يعترفوا بالأشاعرة ، بأنهم من أهل السنة ، وخاصة عندما يقول عن الأشاعرة بأن فيهم العلماء والفقهاء والحفاظ والمحدثين والمفسرين و و ... ثم ينتهي إلى القول : ( فكيف يمكننا أن نكفر الأشاعرة )!!!!!! وهم الجمهور الأعظم من المسلمين اليوم وعبر قرون متطاولة ...!!!
وكأن معظم هؤلاء المتأشعرين ظاهرا ، والمتمسلفين باطنا بسبب اعترافهم ، وتعظيمهم لهؤلاء الوهابيين الجهلة ، الذين لا اعتبار لهم في ميزان العلم والفقه وضوابط علم أصول الدين ... ويكفي في جهل هؤلاء الذين يدعون الانتساب للأشاعرة إما زورا وإما انتماء بعواطفهم الساذجة ، ثناؤهم على مشايخ ومراجع هذه الفرقة المارقة ، ووصفهم لابن تيمية فضلا عن ابن باز وابن عثيمين و و ... بالمجددين والأئمة وشيوخ الإسلام ... ومن ثم الترحم عليهم أمام العوام مما يزيدهم ضياعا وتشتتا في الفكر والقلب ، وميلا عن طريق أهل الحق ، وبعدا عن منهج العلم القويم والمناظرة الأصيلة ، ومن ثم العناد عن الإذعان للحق والإصغاء إليه واتباعه ...
لذلك نقول في رد هذا الإفك وهذا الخبل ... هذه الكلمة الموجزة :
العجيب أن الوهابية يرمون السادة والقادة فكرا وعلما وتنويرا وعقيدة ( الأشاعرة والماتريدية ) بالزيغ والضلال والمروق من الدين ... مع أن الأشاعرة والماتريدية عبر التاريخ هم مجموع أهل السنة والجماعة ، ولا أقول جمهورهم، حتى لا يتوهم الغافل وأخوه الجاهل أن هناك من أهل السنة من ليسوا ماتريدية ولا أشاعرة في هذا الزمن ...
واعلموا بأن ما يسمى بعقيدة أهل الحديث قديما وكان غالبهم حنابلة فلم يبق منهم اليوم أحد ، ومنهم الإمام ابن رجب الحنبلي والإمام ابن الجوزي وغيرهم من عدول الحنابله ، ولم يعرف عن هؤلاء الأئمة ميل عن طريق التنزيه الحق ... وأما من يدعي اليوم أنه على عقيدة أهل الحديث فهو كذاب أشر ، إذ هم وهابية بدرجة امتياز كبيرة جدا ... لذا فهم ملحقون من زمن ابن تيمية ومن قبله أبو يعلى الحنبلي المجسم وابن الزاغوني الحنبلي الزائغ وعبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل والدارمي المجسم وسواهم الكثير ... فكل هؤلاء ملحقون بجماعة المشبهة والمجسمة ، تلك الفرقة الضالة التي احتلت مساحة كبيرة في كتب الملل والنحل ، وقد رد علماء وأئمة أهل السنة بالرد القاطع والقامع لزيغهم وضلالهم ، كما حكموا بتكفير جماعات منهم ... ولا يخفى على لبيب ، ومن عنده ذرة من دين وإيمان بهذا الدين ، أن المشبهة والمجسمة ليسوا من أهل التوحيد الصحيح والتنزيه الخالص ، ولا دخل لهم بجماعة أهل السنة والجماعة مطلقا ، وعلى رأسهم جماعة الوهابية الذين زادوا على ضلال الأقدمين بما لا يعرفه الأقدمون ، وهذا بالإضافة إلى تضليل المسلمين وتبديعهم وتكفيرهم ومن ثم استباحة دمائهم واستحلال أموالهم وأعراضهم والتفنن في قتلهم والانتقام منهم ذبحا وغرقا وحرقا و و ... قاتلهم الله تعالى وأراح البلاد والعباد من شرهم ورجسهم وضلالهم الفظيع والشنيع ...
بقلم : عبدالخالق زكريا الجيلاني الماتريدي الحنفي
تولاه الله تعالى وجميع المسلمين بلطفه الجلي والخفي .