الرد على إنكار الجهال والحمقى على الصوفية والمحبين من قولنا مدد

بقلم : فضيلة الشيخ عصام أنس الزفتاوى حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يكثر الجهال والحمقى من الإنكار على الصوفية والمحبين من قولنا مدد
وقد كثر جاوب أهل العلم فى بيان صحة ذلك
وأنه ليس بشرك ولا يدخل فى باب الشرك بحال من الاحوال
وذلك لأن اعتقادنا أن الله وحده هو خالق كل شىء
وأنه وحده هو المؤثر ولا تأثير
وأن إسناد الأسباب ظاهرا لغير الله جائز شرعا , باستصحاب الأصل أنه لا تأثير لغير الله لا سبب ولا مسبب.
قطعا ويقينا المدد من الله وحده على الحقيقة, وانما تنسب الاسباب لمن باشرها او وقعت على يديه نسبة مجازية كقوله تعالى {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } فنسب التوفى الى الملائكة مجازا لأنهم الذين يباشرون الفعل ظاهرا, ولكن الحقيقة أن الله هو الذى يتوفى الأنفس حقيقة.
وكذلك كل سبب او مؤثر فإنه لا يقع نتيجته أو أثره إلا بتأثير الله تعالى وفعله لأنه خالق كل شىء, وإنما تنسب الأفعال لغيره مجازا, وعلى هذا اطردت نصوص الشرع كتابا وسنة, ومن ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى أخرجه مسلم فى صحيحه رقم 4083 وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : أَرْخَصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُقْيَةِ الْحَيَّةِ لِبَنِي عَمْرٍو ، قَالَ أَبُو الزُّبَيْر : وَسَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : لَدَغَتْ رَجُلًا مِنَّا عَقْرَبٌ وَنَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرْقِي ، قَالَ : " مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ " .
فنسب النفع للمخلوق مجازا وظاهرا فدل على جواز ذلك وأنه لا يعارض ذلك اعتقادنا اليقينى أن الله هو النافع الضار وحده ولا يعارض قوله تعالى {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
والجاهل بالفهم الصحيح للنصوص من نابتة العصر المبتدعة يرى ذلك شركا, وكأنهم أعلم بالعقيدة الصحيحة من النبى صلى الله عليه وسلم نفسه.
وتجد الجاهل منهم يقول لك: شرك يا شيخ كيف ينفع غيره وهو لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
فنجيبه: وكيف أثبت النبى صلى الله عليه النفع للإنسان بقوله "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل", فإنما ينفع غيره ظاهرا ومحازا بإجراء الله النفع على يده, لأن النافع حقيقة إنما هو الله وحده لا شريك له .