سر التمايل في الذكر عند الصوفية
كتبه الشيخ المستشار اسامه زكى حفظه الله
..............................................
بسم الله الرحمن الرحيم
أحد كرام أحبابنا كتب أن أفضل هيئة للذكر ما حكي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يجلسون في حضرة النبي كأن على رؤوسهم الطير ..
(و أدرك تماما أن الأخ الكريم لا ينكر التمايل مطلقا ) و لكن يرى أن الأكمل و الأفضل عدم حركة الذاكر أثناء ذكره
فأشرت بالأتي :
الجلسة الصحابية الكريمة كانت جلسة ساداتنا الصحابة في المجلس النبوي و هو مجلس تعليمي إرشادي لأن حضرة النبي بعث معلما و عندما خرج على مجلس علم و ذكر جلس في مجلس العلم لاحتياج مجلس العلم إلى معلم مرشد يقر الصواب و يصحح الخطأ و يبين المبهم و قيل لكمال مجلس الذكر أما مجلس العلم فوجود حضرته يضفي عليه الكمال ..
المقصد أن هذه الجلسة و تلك الهيئة تخص مجالس العلم و في مجلس العلم الكل يجلس في إنصات و خشوع أما مجالس الذكر و التي لا يمتلك المستغرق فيها نفسه فتتواجد الأجساد متجاوبة لتراقص الأرواح منفعلة معها في صورة التمايل فهذا ما لا طاقة لمتبتل أن يوقفه و إلا خرج عن استغراقه و هيامه ، فالتمايل يبدأ مع الذاكر كنوع من الانحناء لاسم الله ثم يتخذ شعورا آخر و معنى جديدا إذ تصبح هءه الحركة ترجمة صادقة من الجسد و تواكب لا إرادي للهيكل لطرب الروح و نشوتها بذكر بارئها و اعتراف و إقرار يتخذ صورة الحركة لما ينطقه اللسان ، فيجتمع في الذاكر الإقرار باللسان و التصديق بالجسد و الكيان كتحريك الأصبع في جلسة التشهد عند النطق بالشهادة و في ذلك يشير القرآن الكريم ( ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله)
و لوالد شيخنا سيدي ابراهيم الخليل بن علي الشاذلي قصيدة يرد فيها على منكر التمايل في الأذكار يقول فيها :
إن التمايل للدليل على الذي * في القلب من وجد همو حرموه
أيلين جسم العبد دون تحرك * من نشوة تعرو الفتى فيتوه
هذا الذي قد جاء في قرآننا * أو لم يكونوا مرة قرأوه
و لأبي مدين الغوث قصيدته الشهيرة التي مطلعها :
تضيق بنا الدنيا اذا غبتمو عنا * و تزهق بالأشواق أرواحنا منا
حتى يقول :
أتلزمها بالصبر و هي مشوقة * و كيف يطيق الصبر من شاهد المعنى
أما تنظر الطير المقفص يا فتى * اذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
ففرج بالتغريد ما في فؤاده * فمضطرب الأحشاء في الحس و المعنى
و لله در العز بن عبد السلام :
ما في التواجد إن حققت من حرج * و لا التمايل إن أخلصت من باس
فأنت تسعى على قدم و حق لمن * دعاه مولاه أن يسعى على الراس
فجلسة السكون و الإخبات تصلح لمجلس العلم الذي يلعب فيه العقل دور البطولة أما مجالس الذكر فاترك نفسك فيه على التلقائية و الاسترسال و عندئذ تجد أنك لا طاقة بك ليسكن جسدك الأرضي إذ من شأن الأرض إذا نزل عليها الماء اهتزت و ربت .. و الطور دك لهيبة تجلي الله و خر موسى صعقا (فإن استقر مكانه .. فسوف تراني) فالذاكر مذكور من الخق و ملئه الأعلى فانصباب مدد ذكر الله للذاكر يستهلك الذاكر باطنه و ظاهره فيحترق وجدا و ينصهر حبا و تذوب عشقا أحشاؤه و يتفاعل لها جسده مرورا بأعصابه و خلجاته .
فوصية الأشياخ استرسل في الذكر بعفوية صادقة و انخلع منك و لا تفتعل ثباتا خشية منك على أن ينال التواجد من وقارك أو رغبة منك لينسبك جليسك إلى الجبال الرواسي و الصخور الصلبة (فلو استشعرت ذكره لك عند ذكرك له لتلاشيت) كذلك لا تفتعل افتعالا ملفتا للنظر فيدخلك الرياء فكلاهما مذموم ممقوت أفسد عليك الشيطان فيه ذكرك و اختلسك من جلستك بربك .
كتبه الشيخ المستشار اسامه زكى حفظه الله
..............................................
بسم الله الرحمن الرحيم
أحد كرام أحبابنا كتب أن أفضل هيئة للذكر ما حكي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا يجلسون في حضرة النبي كأن على رؤوسهم الطير ..
(و أدرك تماما أن الأخ الكريم لا ينكر التمايل مطلقا ) و لكن يرى أن الأكمل و الأفضل عدم حركة الذاكر أثناء ذكره
فأشرت بالأتي :
الجلسة الصحابية الكريمة كانت جلسة ساداتنا الصحابة في المجلس النبوي و هو مجلس تعليمي إرشادي لأن حضرة النبي بعث معلما و عندما خرج على مجلس علم و ذكر جلس في مجلس العلم لاحتياج مجلس العلم إلى معلم مرشد يقر الصواب و يصحح الخطأ و يبين المبهم و قيل لكمال مجلس الذكر أما مجلس العلم فوجود حضرته يضفي عليه الكمال ..
المقصد أن هذه الجلسة و تلك الهيئة تخص مجالس العلم و في مجلس العلم الكل يجلس في إنصات و خشوع أما مجالس الذكر و التي لا يمتلك المستغرق فيها نفسه فتتواجد الأجساد متجاوبة لتراقص الأرواح منفعلة معها في صورة التمايل فهذا ما لا طاقة لمتبتل أن يوقفه و إلا خرج عن استغراقه و هيامه ، فالتمايل يبدأ مع الذاكر كنوع من الانحناء لاسم الله ثم يتخذ شعورا آخر و معنى جديدا إذ تصبح هءه الحركة ترجمة صادقة من الجسد و تواكب لا إرادي للهيكل لطرب الروح و نشوتها بذكر بارئها و اعتراف و إقرار يتخذ صورة الحركة لما ينطقه اللسان ، فيجتمع في الذاكر الإقرار باللسان و التصديق بالجسد و الكيان كتحريك الأصبع في جلسة التشهد عند النطق بالشهادة و في ذلك يشير القرآن الكريم ( ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله)
و لوالد شيخنا سيدي ابراهيم الخليل بن علي الشاذلي قصيدة يرد فيها على منكر التمايل في الأذكار يقول فيها :
إن التمايل للدليل على الذي * في القلب من وجد همو حرموه
أيلين جسم العبد دون تحرك * من نشوة تعرو الفتى فيتوه
هذا الذي قد جاء في قرآننا * أو لم يكونوا مرة قرأوه
و لأبي مدين الغوث قصيدته الشهيرة التي مطلعها :
تضيق بنا الدنيا اذا غبتمو عنا * و تزهق بالأشواق أرواحنا منا
حتى يقول :
أتلزمها بالصبر و هي مشوقة * و كيف يطيق الصبر من شاهد المعنى
أما تنظر الطير المقفص يا فتى * اذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
ففرج بالتغريد ما في فؤاده * فمضطرب الأحشاء في الحس و المعنى
و لله در العز بن عبد السلام :
ما في التواجد إن حققت من حرج * و لا التمايل إن أخلصت من باس
فأنت تسعى على قدم و حق لمن * دعاه مولاه أن يسعى على الراس
فجلسة السكون و الإخبات تصلح لمجلس العلم الذي يلعب فيه العقل دور البطولة أما مجالس الذكر فاترك نفسك فيه على التلقائية و الاسترسال و عندئذ تجد أنك لا طاقة بك ليسكن جسدك الأرضي إذ من شأن الأرض إذا نزل عليها الماء اهتزت و ربت .. و الطور دك لهيبة تجلي الله و خر موسى صعقا (فإن استقر مكانه .. فسوف تراني) فالذاكر مذكور من الخق و ملئه الأعلى فانصباب مدد ذكر الله للذاكر يستهلك الذاكر باطنه و ظاهره فيحترق وجدا و ينصهر حبا و تذوب عشقا أحشاؤه و يتفاعل لها جسده مرورا بأعصابه و خلجاته .
فوصية الأشياخ استرسل في الذكر بعفوية صادقة و انخلع منك و لا تفتعل ثباتا خشية منك على أن ينال التواجد من وقارك أو رغبة منك لينسبك جليسك إلى الجبال الرواسي و الصخور الصلبة (فلو استشعرت ذكره لك عند ذكرك له لتلاشيت) كذلك لا تفتعل افتعالا ملفتا للنظر فيدخلك الرياء فكلاهما مذموم ممقوت أفسد عليك الشيطان فيه ذكرك و اختلسك من جلستك بربك .