دفع الشبهات [ 3 ] هو ينفع نمدح سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بقصيدة قمر أوقصيدة البردة

 كتبه الشيخ مختار محسن الازهرى حفظه الله  
 أمين فتوى‏ لدى ‏دار الإفتاء المصرية‏
 دفع الشبهات وكشف الخرافات[ 3 ]
هو ينفع نمدح سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بقصيدة قمر أوقصيدة البردة عشان في ناس بتقول إن فيها مخالفة للشرع !
الجواب مختصرا :
بسم الله الرحمن الرحيم
أكيد ينفع نمدح سيدنا بمثل قصيدة البردة وقصيدة قمرٌ لأمرين : الأول ان هذه القصائد قد ألفها مسلمون موحدون بيحبوا سيدنا النبي وعشان كده قالوا هذا المدح في حقه و مش ممكن يكون كلامهم ده شرك ولا غلو والعياذ بالله لأن كلام المسلمين لازم يحمل على معنى صحيح اتباعا لكلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته" [رواه البخاري] يعني ما تششكوش في إيمانه .
الأمر الثاني : إن القصائد دي كل ما يسمعها المسلم يزداد حبا في سيدنا النبي لأنها بتتكلم عن صفاته الكريمة وأخلاقه العظيمة وبتذكرنا بسيرته ومواقفه مع أصحابه الكرام ومهما الإنسان المسلم مدح سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عمره ما يوفي أبدا حقه علينا ولا بعض صفاته خاصة وأن الله سبحانه وتعالى مدح سيدنا في القرآن ووصفه بأنه نور وأنه على خلق عظيم وأنه رحمة للعالمين وأن اللي بيبايع سيدنا النبي كأنه بايع الله سبحانه ! {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ } [الفتح : 10 ] وكل هذه الأوصاف وغيرها يدور حولها المادحون لسيدنا صلى الله عليه وسلم واللي كان منهم كبار الصحابة زي سيدنا حسان بن ثابت وسيدنا العباس بن عبد المطلب وسيدنا كعب بن زهير رضي الله عنهم وسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سمع منهم المدح وفرح جدا ، فمدح سيدنا طاعة وتعبير عن الحب له صلى الله عليه وسلم وبيفرح سيدنا .
الجواب مفصلا :
أعجب ما في المتطرفين اللي بينهوا المسلمين عن مدح سيدنا أنهم بيدَّعوا أنهم خايفين على عقيدة الناس، وإنهم غرضهم تنقية العقيدة ومش عارف إيه ! وده كله غلط ووهم لأن حضرتك مش هتكون أحرص على الأمة من سيدنا اللي بيقول في حديث البخاري : " إني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي " يعني نصدق كلام سيدنا ولا كلام المتطرفين اللي بيتهمونا بالشرك
وبالتالي فاحنا محتاجين نسمع أيه هي الأدلة اللي بيتوهم هؤلاء المتطرفون أنها ممكن تمنعك تسمع قصيدة البردة أو تتغنى بقصيدة قمر وكل قصائد المديح :
1 – حديث : "لا تُطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله، ورسوله" [رواه البخاري]
ومعنى تطروني : مجاوزة الحد في المدح، وايه هي حدود المدح ؟ حد المدح زي ما الحديث بيقول أن سيدنا محمد ليس إلها ! فالنصارى تجاوزت في حق سيدنا عيسى وقالوا هو الله أو ابن الله ، والسؤال هو في حد من المسلمين قال ذلك ؟ هل هناك أحد قال عن سيدنا محمد إنه هو الله أو ابن الله ؟ لأ طبعا مفيش، إذن لا محل لهذا التخوف لأن الله عصم الأمة من ان تغلو في نبيها وتعبده من دون الله وده لأن سيدنا صلى الله عليه وسلم دعا ربنا بكده فقال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " [رواه مالك في الموطأ]
إذن الاستدلال بالحديث " لا تطروني " استدلال غير صحيح لأن مفيش حد من المسلمين والحمد لله قال إن سيدنا هو الله أو ابن الله حتى الفرق الضالة زي غلاة الشيعة ما قالوش كده والحمد لله رب العالمين .
2 – اشتمالها على معاني تخالف العقيدة :
الدليل التاني أو الحجة الثانية اللي بيرددها المتطرفون للنهي عن سماع وإنشاد قصيدة البردة أو قمر إن هما فيهم أبيات تخالف العقيدة !
طب زي إيه ؟ زي قول البوصيري رحمه الله : وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
، أو في قصيدة قمر وجميل : ولا ظل له بل كان نورا تنال الشمس منه والبدورا ،
الإجابة : كل الأبيات دي وغيرها ما فيهاش أي حاجة تخالف العقيدة بالعكس دي فيها كل ما يؤيد العقيدة ويقوي المحبة لسيدنا عليه الصلاة والسلاة وتعالوا نعرف إزاي :
أولا : البردة مؤلفها الشيخ البوصيري رضي الله عنه كأنه كان فاهم تماما إن ممكن بعض المتطرفين يعترضوا على بعض الأبيات اللي فيها فقال في ذلك :
دع ما ادعته النصارى في نبيهم ***واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم.
بيفكرنا بإيه البيت ده ؟!
آه بيفكرنا بحديث لا تطروني ... يعني البوصيري فاهم إن المدح طالما ما وصلش لأننا نعتقد اعتقاد النصارى في المسيح عليه السلام فما فيش مشكلة امدح سيدنا زي ما انت عايز .
ثانيا : أي كلام عربي لازم يفهم في إطار قواعد اللغة العربية والي منها المجاز والحقيقة ولو ما فهمناش ده يبقى احنا ما ينفعش نحكم على أي كلام بأنه صواب أو خطأ لأن ما نعرفش عربي .
فكل الأبيات دي معناها صحيح لغة وشرعا واعتقادا فمثلا :
معنى بيت لولاه لم تخرج الدنيا من العدم صحيح ميه في الميه ليه ؟ لأن ربنا بيقول : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات : 52 ]يعني موضوع العبودية ده سبب خلقنا زي ما بتقول الآية ،طيب هو مين اللي عرفنا العبودية أصلا غير سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فسيدنا محمد هو رسول الله والرسالة اللي جه بيها هي تحقيق العبودية يبقى رسول الله ما جاء به سبب لوجودنا وده مجاز صحيح في اللغة زي ما حضرتك حد يسألك إيه اللي جايبك بدري النهارده الشغل فتقولوا لولا مصالح الناس ما كنتش جيت بدري ؟ هل ده معناه إن مصالح الناس هي اللي نقلته من بيته لغاية الشغل ؟!! ولا قضاء مصالح الناس سبب في المجي بدري ! أكيد المعنى التاني متسق وبالتالي دي طبيعة اللغة وما فيش مانع من ده
طب وابيات قمر وجميل زي : ولا ظل له بل كان نورا ......
، والسؤال قبل الجواب أيه المشكلة في أن سيدنا محمد من معجزاته أنه ما لوش ظل ؟؟؟ إذا كان سيدنا عدى من أمام المشركين يوم الهجرة وما شافوهوش، وعرج به إلى السماوات السبع ثم رجع في جزء من الليل!! هو انتم لا تعتقدون فيه إنه رسول من عند الله ولا إيه ؟ يعني ما تعرفوش إنه مؤيد بالمعجزة؟ يعني إيه معجزة؟ يعني :خارق للعادة يظهر على يد النبي ، لو حضرتك مش مؤمن بالمعجزة تبقى انت محتاج تصحح دينك وعقيدتك ، لكن لو مؤمن بالمعجزة فسيدنا كان له نور حسي على سبيل المعجزة وليس له ظل وده موجود في كتب السيرة ،ففي الخصائص الكبرى للإمام السيوطي وغيره نقلا عن الحكيم الترمذي وفيه : " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يُرى له ظل في شمس ولا قمر " الخصائص الكبرى للسيوطي 1/ 122
وحتى لو حضرتك ما قتنعتش أنت حر إحنا مش شايفين فيها حاجة لأن إيماننا بسيدنا ينبغي ألا يقف على مثل ذلك لأن فيه ما هو أعجب من ذلك!
فمثلا أخرج البخاري في التاريخ والبيهقي وأبو نعيم عن حمزة الأسلمي قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فتفرقنا في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعي حتى جمعوا عليها ظهرهم وما هلك منهم وأن أصابعي لتنير!!!!" يعني مش بس النبي صلى الله عليه وسلم، ده حتى الصحابة كان لبعضهم نور حسي في أصابعهم !
يعني الصحابة ببركة سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام بعضهم كان أصابعه تنير في الظلام !! وبعد كده تسكثروا على سيدنا أنه يكون له نور حسي مشاهد أين عقولكم أيها المتطرفون الجفاة
وأصلا سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم القرآن وصفه بذلك فيقول الله تعالى في وصف سيدنا
{ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [ الأحزاب : 46 ]منيرا يعني هو نور، وسيدنا نفسه كان يدعو بذلك فيقول : " اللهم اجعلْ في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، واجعلني نوراً"، قال شعبة: أو قال: "اجعلْ لي نوراً [رواه أحمد ي مسنده] فسيدنا صلى الله عليه وسلم كان نورا حسيا ومعنويا ولولاه ما عرفنا الهدى ولا النور .
الحمد لله على نعمة حبنا لسيدنا دون غلو ولا جفاء ، وياريت نجتهد في حبه بالشكل ده اللي يخلينا نعرف بعض قدره صلى الله عليه وسلم لإن احنا عمرنا ما هنعرف قدره صلى الله عليه وسلم لأن في كل لحظة ربنا سبحانه يصلي عليه ويرفعه درجات فوق درجاته فلنفرح بمدح سيدنا ولنتغنى بقمر وبالبردة حتى ننال حبه صلى الله عليه وسلم في الدنيا وشفاعته في الآخرة .