دفع الشبهات [2] هو ينفع نقول مدد يا رسول الله ، أو مدد يا سيدنا الحسين !

 كتبه الشيخ مختار محسن الازهرى حفظه الله 
 أمين فتوى‏ لدى ‏دار الإفتاء المصرية‏

دفع الشبهات وكشف الخرافات [2]

هو ينفع نقول مدد يا رسول الله ، أو مدد يا سيدنا الحسين !

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب مختصرا: لوحضرتك عندك وقت تقرا المنشور كاملا اتفضل لو مش عندك وقت فملخص الموضوع: أنه يجوز شرعا أن نقول مدد يا سيدنا النبي أو حتى يا سيدنا الحسين لأنه معناه إن احنا بنطلب من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء ، وده شيء مشروع لأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم دعاؤه أرجى عند الله من دعائي وكذلك الصالحين وآل البيت لأن أحنا بنحسن ظننا فيهم وفي الله ، وده مش بيتعارض مع التوحيد لأن طلب العون من مخلوق مش معناه إني باعبده وإلا أكون باعبد الطبيب لما أقول له الحقني يا طبيب.
ولو مش عايز تقول مدد ما تزعلش نفسك ما تقولش ، ده مش واجب، لكن لو سمعت حد بيقول مدد أوعى تقوله حرام ولا ده كفر ما ترددش كلام المتطرفين اللي مش فاهمين الدين وبيحاولوا يشككوا الناس في إيمانهم .
لو عايز تعرف الأدلة والتفاصيل اتفضل اقرأ المنشور،ولو عند حضراتكم أي إشكال أو استفسار اكتب سؤالك للجواب عنه.
الجواب مفصلا :
أولا لازم نكون عارفين إن المسلم بيعبد ربنا وهو يعتقد اعتقادا جازما إنه لا يوجد أحد ممكن يساوي ربنا في صفاته أو في عظمته فالرب رب والعبد عبد،
وبالتالي لما حد يقول يا رسول الله هو لا يعبد رسول الله لأنه مسلم موحد بالله !
ثانيا هو يعني إيه مدد أصلا ؟
كلمة مدد في اللغة العربية معناها العون والنصرة يعني لما نقول مدد يا فلان يعني أنا طالب إعانة ، طيب كويس يبقى ينفع إني أقول لإنسان مثلي مدد يعني: لو سمحت أعني ؟
- أكيد لأن القرآن الكريم بيقول كده قال تعالى : {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ....} [الكهف: 95 ]
فذو القرنين في الآية دي بيطلب العون على إقامة السد لأن الله أقام الدنيا على الأسباب فاحنا بناكل عشان نعيش وبنروح للمدرسة ونذاكر عشان نتعلم وبنطلب من المدرس يشرح لنا عشان احنا محتاجين نفهم، وبنروح للطبيب عشان العلاج كل ذلك بيدخل في المباح الشرعي وليس فيه أي إشكال شرعي .
طيب ايه الشبهة اللي بيشكك بيها المتطرفون في إني أقول مدد ؟ الشبهة اللي دايما يرددوها بتقول إن هناك فرق بين الطلب من الحي والطلب من الميت ويقولوا: يجوز الطلب من الحاضر القادر وغيره حرام أو شرك حسب مستوى تطرفه !
لكن الكلام ده غلط ميه في الميه ! ليه ؟ لإنه لا فرق بين الحي والميت في إن كل منهم مقهور تحت حكم الله، وكل منهم عبارة عن سبب وهو مش إله فاعل قادرحكيم ، فالمشكلة عند المنكر هنا مضاعفة لأنه بيخلي الحي بينفع والميت لا ينفع ! والحقيقة إن لا الحي بينفع على الحقيقة ولا الميت، فالنافع على الحقيقة هو الله والضار في الحقيقة هو الله ، وكل ده لخبطه لأنهم مش فاهمين الشرع ولا اللغة أصلا !
الشرع بيطلب منا أن نلجأ إلى الله عن طريق الأسباب الموجودة أمامنا زي العبادة والدعاء وطلب الدعاء من الصالحين والصدقات قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [ المائدة : 35 ]
وإن فيه فرق بين طلب العون أو الدعاء من أحد وبين عبادته، العبادة معناها إني باعتقد في الشخص المعبود إنه يستحق العبادة زي كفار قريش كانوا بيقولوا { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [ الزمر : 3 ] قالوا نعبدهم مش نتوسل بهم ولا نستغيث بهم لا بيعبدوهم يعني بيعتقدوا إنهم آله تعبد مع الله وده مش موجود في مسألتنا نهائي
فطلبنا من سيدنا النبي العون والمدد يعني أنه سبب لاستجابة الدعاء لأنه صلى الله عليه وسلم إذا دعا لنا فدعاؤه أرجى في القبول وكذلك أولياء الله الصالحين .
طب هوسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بيسمعنا أو حد من الأولياء؟ وده مترتب على سؤال آخر مهم : هو الموت فناء ولا انتقال من حالة إلى حالة أخرى؟ ، فلو حضرتك قلت إنه فناء يعني الواحد بعد الموت بيفنى فده عقيدة الملاحدة المنكرين للآخرة والغيب ، ولو قلت إن الموت انتقال من حالة الدنيا لحالة البرزخ فده يجعلنا مسلمين فالموت مش فناء وبالتالي حالة البرزخ لها أحوال وهي أحكام للروح اللي من ضمنها أن الروح ممكن تسمع الحي زي ما سيدنا النبي خاطب المشركين في بدر بعد مقتلهم والصحابة تعجبوا أنه بيكلم المشركين اللي قتلوا فقال لهم صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع منهم " [متفق عليه] يعني دي أرواح مشركين وفي نفس الوقت بتسمع الحي آه الحديث بيقول كده ، يبقى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سماعه لنا أولى ،
لأ وفيه أكثر من كده كمان ده سينا النبي بنفسه هو اللي علمنا أنه يجوز طلب المدد والعون من غير الله !! حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا أَضَلَّ أَحَدُكُمْ شَيْئًا أَوْ أَرَادَ أَحَدُكُمْ عَوْنًا وَهُوَ بِأَرْضٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ، فَلْيَقُلْ: يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، يَا عِبَادَ اللهِ أَغِيثُونِي، فَإِنَّ للهِ عِبَادًا لا نَرَاهُمْ» أخرجه الطبراني وأبو يعلى، ونحوه عند البزار من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ولفظه: «إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله» رواه الطبراني، وحسنه الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار، قال الطبراني عقب رواية الحديث: وَقَدْ جرّبَ ذَلِكَ.
فهذا الحديث فيه مشروعية أن يُنادي المسلم مَن هو غائب بالنسبة له، وقد فعل ذلك إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله واستغاث بعباد الله الغائبين عنه؛ كما نقل ذلك عنه ابنه عبد الله في "المسائل" (217) -وأسنده عنه البيهقي في "شعب الإيمان" (6/128)، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/298)- قال: سمعت أبي يقول: "حججت خمس حجج؛ اثنتين راكبًا، وثلاثًا ماشيًا، أو ثلاثًا راكبًا، واثنتين ماشيًا، فضللت الطريق في حجة وكنت ماشيًا، فجعلت أقول: يا عباد الله! دُلُّونِي على الطريق، قال: فلم أزل أقول ذلك حتى وقفت على الطريق"، أو كما قال أبي. وذكر هذه القصة أيضا العلاّمة ابن مفلح الحنبلي تلميذ ابن تيمية في كتاب (الآداب الشرعية).
وقال الإمام النووي في "الأذكار" في كتاب أذكار المسافر، باب ما يقول إذا انفلتت دابته (ص: 331، ط. دار الفكر): [قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها، فقلته فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام] اهـ.
إذن اللي بينكر على من يقول مدد ده جاهل بالسنة والعقيدة والشرع وعمل العلماء وبالتالي بنقوله لو سمحت خليك في حالك وسيب العلم لأهله ، وعشان نستحمل التشويش بتاع الجماعة دول فبنقول مدد يا سيدنا النبي ان نحتمل واجب الدعوة إلى الدين بالحكمة والموعظة الحسنة .
فمددكم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومددكم يآل البيت.
اللهم إنا نشهدك أنا نحبهم ونتقرب بهذا الحب إليك ونوقن أنك تحب من أحبهم فاللهم لك الحمد على ذلك.

تنبيه :
 بعد نشر الموضوع ورد للكاتب بعد الاشكالات من بعض المتابعين فقام مشكوراً بالرد عليها تجدوها فى هذا الموضوع :
( الجواب عن بعض إشكالات على منشور  مدد يا رسول الله )