دفع الشبهات [ 1 ] هو صحيح حرام أقول : والنبي ؟!

 دفع الشبهات وكشف الخرافات [ 1 ] هو صحيح حرام أقول: والنبي؟!
 كتبه الشيخ مختار محسن الازهرى حفظه الله
 أمين فتوى‏ لدى ‏دار الإفتاء المصرية‏

بسم الله الرحمن الرحيم
على مدى أكثر من ثمانين سنة وشأن الدعوة والدين مخترق من قبل الوهابية و الإخوان المسلمين بما شكل الكثير من الشبهات والمعوقات عن فهم وتطبيق الدين بشكل صحيح فهؤلاءيصدون عن سبيل الله، وينبغي من آن لأخر التصدي لهذه الخرافات وكشف تلك الشبهات؛ليبقى الدين نقيا واضحا كما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ...
[ 1 ] هو صحيح حرام أقول: والنبي؟!
لأ مش صحيح لأن اللي بيقول كده مش عارف الفرق بين معنى الحلف ومعنى الترجي ومش حافظ غير حديث واحد بيردده بدون فهم ! اللي هو حديث " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" فبيقولوا اللي يقول : "والنبي" ده حرام عشان الحديث ده .
طبعا الكلام ده غلط تماما لأمرين :
الأول : لأن فهم أي حديث بدون فهم سياقه أو سببه بيضيع المقصد الشرعي ، فسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو بيخاطب العرب في وقته كانوا أهل جاهلية بيعبد المشركون منهم الأصنام وكانوا بيعظموها وكان بعض المسلمين الجدد ربما حلفوا باللات والعزى بسبب تعودهم ده في الجاهلية، فنهاهم عن ذلك خشية أن يتشبهوا بالمشركين والكفار ، عشان كده الحديث ده يفسروا حديث آخر اللي هو "من قال في حلفه واللات، والعزى فليقل: لا إله إلا الله " يعني هو أخطأ وحلف بآلهة المشركين فيقول لا إله إلا الله ليذكر نفسه بأنه مسلم ، فهذه الأصنام كانت تعبد من دون الله ، فيجي حد مش فاهم ده خالص قيقول للمسلم الذي ولد مسلما ولم يعرف عبادة غير الله لما يقول في كلامه والنبي ، قل لا إله إلا الله ! لأن الحلف بالنبي شرك وحرام !
فنقول له على طول أنت الذي تحتاج لتصحيح إسلامك وتجديده لأنك بتسوي بين سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من آلهة المشركين ! معقول!!
سيدنا النبي لا يعبده أحد من المسلمين ولم يضل بعبادته أي فرقة قديما ولا حديثا والحمد لله رب العالمين.
الأمر الثاني إن اللي بيقول كده وبيشوش على آلاف المسلمين بكلامه الفارغ مش عارف أصلا الفرق بين الحلف والترجي وإن كلمة والنبي على لسان المصريين دي من قبيل الترجي مش الحلف يعني بترجاه لأجل النبي أن يفعل حاجه معينة أو لا يفعلها فهو مجرد لفظ يجري على لساننا لتأكيد الكلام مش للحلف وده جائز لأن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته عملوه ، وآدي الأدلة :
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهْ؛ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ..» إلخ.
- وروى في صحيحه أيضًا عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في حديث الرجل النجدي الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام.. وفي آخره: فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ» أَوْ «دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ».
فالحديثان فيهما أن سيدنا النبي قال وأبيك أو أبيه وهي هنا كما قال العلماء ليست حلفا وإنما هي كلمة جارية على اللسان للتأكيد ، كما قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (1/168، ط. دار إحياء التراث العربي): [ليس هو حلفًا، إنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غيرَ قاصدة بها حقيقة الحلف، والنهيُ إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف؛ لِمَا فيه مِن إعظام المحلوف به ومضاهاته بالله سبحانه وتعالى.
وأما ما نفعله في مصر من قولنا : والنبي لتفعل كذا على سبيل الترجي وهو ما كانت الصحابة تفعله مثل ما رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" وفي "العلل ومعرفة الرجال" عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: "ما سألت عليا شيئا قط بحق جعفر إلا أعطانيه"،
ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" بلفظ: "كنتُ أسألُ عليًّا رضي اللهُ عنه الشيءَ فيأْبَى علَيَّ، فأقول: بِحَقِّ جَعْفَرٍ، فإذا قلتُ "بِحَقِّ جَعْفَرٍ" أعْطَانِي ! "

إذن الدين الصحيح هو جواز أن نقول "والنبي" ولا شرك فيها ولا إثم وإن : "لا تقل والنبي ! " دي خرافة من خرافات المتشددين وشبهة لازم نبين للناس بطلانها.
ونقول للناس اللي ما وراهاش حاجة غير مضايقة عموم المسلمين فيما تعودوا عليه من أمر الدين، والنبي تسيبونا في حالنا وتسيبوا الدين لأهله لأنكم لستم من أهله .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفع بهذا العلم الناس .