قصّة الشيخ محمّد عبده مع الـمرأة الأمّيَّة في معهد طنطا!

قصّة الشيخ محمّد عبده مع الـمرأة الأمّيَّة في معهد طنطا!
قال الشيخ القليوبي(1): 
((فأنتَ ترى أَجْهلَ الأُمِّيِّينَ وأَعمَقَ العامّة في الـجهالة يَتوجَّه إلى قبر ذلك العبد الصّالِح الـمقرَّب من ربّه، الذي شُوهد عليه القُرب قبل الانتقال إلى الآخرة، مُعتقداً أنَّه حَيٌّ يَسْمَعه ويَرَاه، ولذا تَرَاهُ يُناديه ويَطلبُ منه حَاجَتهُ، ويُنَاجِيه بالفِطرَة الصَّحيحة السَّليمَة، التي فطرَ الله النَّاس عليها.
وإن سَأَلَهُ مَن لم يفطن إلى صريح الكتاب والسنة بتعمُّقه في البُعدِ عن إجماعِ الـمسلمين وصريح كلامِ ربِّ العالَمين وبيان سيِّدِ الـمُرسَلِين، قائلاً له: 
هل هو ربُّنا حتى أنَّك تدعُوهُ بهذه الألفاظ وتُنَاجِيه؟
فلا يَستطِيعُ ذلك الـمُتأَكِّدِ من حَيَاته وشِدَّة قُرْبِهِ مِن ربِّهِ جلَّ وعلا إلاَّ أن يقول: لا، هو طاهِرٌ مُقَرَّبٌ من الله تعالى يَطلُبُ لي منه، 
كما وقع من الـمرحوم الشيخ محمّد عبده عند زيارته لـمسجد طنطا الـمعهد العِلْمِي، ورأى امرأة تقول للسيِّد البدوي في قبره وضَريحِه: "يَا سَيِّدِي أنتَ عليك الصبر واحنا علينا الوفى، خَلِّي بالك من الرّاجل والأولاد والبهائم والزِّراعة، وأنت عليك الصّبر واحنا علينا الوفى"(2).
فقال الشيخ محمّد عبده للشيخ إبراهيم الظّواهري شيخ الـمعهد في ذلك العهد: ما هذا يا شيخ؟ الوثَنِيَّة في معهد العلم؟، 
فنادى الشيخ إبراهيم الظّواهري أَحَد خَدَم الـمسجد دَعَا الـمرأة فَحَضَرَت بين أيديهم، وقال لها: هل السيِّد ربُّنا تَطلُبِي منه هذا الطَّلَب بهذه الألفاظ؟ فقالت: لا يا سيِّدي، إنَّما هو طَاهِرٌ، مُقَرَّبٌ، يَطْلُب لي من الله ذلك، فانصَرَف الشّيخ محمّد عبده ولـَم يَرُدَّ جوابًا)).انتهى
_________
(1) فيض الوهَّاب في بيان أهل الحقّ ومن ضلَّ عن الصَّواب، (6/ 145-146)، الشيخ عبد ربّه سليمان القليوبي
(2) تحرير الكلام لرفع الايهام أحسن كما قرّر جماعة من الـمحقّقين