سؤال : يعنى إيه دولة أهل الباطن ؟

 كتب الدكتورعصام أنس الزفتاوى
سؤال : يعنى إيه دولة أهل الباطن ؟
الجواب: هى دولة الاولياء واهل الله فى الباطن الذين يدافعون عن الشريعة والحقيقة والطريقة, وهم القائمون بالله ولله وفى الله.
ولا علاقة لهم بالسياسة الدنيوية من قريب ولا بعيد.
وعملهم كله باطنى قلبى.
ورئيسة ديوان أهل الباطن هى السيدة زينب بنت الإمام على بن أبى طالب وأخت سيدنا الإمام الحسين رضى الله عنهما, وهذا ثابت بالتواتر عن أهل هذه الدولة , ونقله العارف الشعرانى, وسمعناه من أهل تلك المقامات.
وهى تقابل دولة الظاهر ,,, ودولة الظاهر: كل ما يقوم على أمر الظاهر من جريان الأسباب وعمران الكون وصلاح حال العباد وأرزاقهم ومعايشهم.
ولا نقصد هنا بكلمة دولة ما يقصد به فى المصطلح السياسى المعاصر.
كما أن كلمة الباطن هنا تقابل كلمة الظاهر, ويقصد بها الأمور القلبية والروحية, ولا علاقة لها هنا بالطائفة الباطنية الخبيثة من غلاة الشيعة, ولا علاقة لها بالغنوصية الفلسفية.
أما دولة أهل الظاهر فلا تحتاج لدليل عليها لأنها واقع مشاهد للجميع
ولا ينكر الواقع إلا ذاهب العقل أو مختل الحواس.
أما دولة أهل الباطن فينكرها كثير من أهل الظاهر لعدم إدراكهم لها. ويراها الماديون الذين ينكرون ما وراء الحس أنها خرافة, كما ينكرها العقليون فى تناقض عجيب لأن العقل غير مادى ولا محسوس, فمتى أنكروا ما وراء الحس عاد إنكارهم على العقل.
ويبقى أنه لا دليل على ما وراء الحس إلا نقل صريح أو ذوق صحيح.
أما رجال الله وأولياؤه والعارفون به فهى عندهم واقع مشاهد عن عيان لهم كالظاهر سواء بسواء.
وهناك الكثير من الأدلة الشرعية على وجود دولة الباطن من القرآن والأحاديث التى تحدثنا عن دولة رجال الله وأهل الباطن, كقصة سيدنا الخضر عليه السلام, وكأحاديث القطب والأوتاد والأبدال وكأحاديث الاستغاثة والاستعانة بعباد الله عند فقدان الأشياء, وغير ذلك كثير.
فمن آمن بها عن ذوق وشهود فبها ونعمت, ومن أقر بها للأدلة المذكورة فقد قال بما قام به الدليل وعمل بمقتضاه. ومن أنكرها فقد أبان لنا عن كونه خارجا عن كلتا الطائفتين, فلا هو من أهل الباطن الذوق والشهود ولا هو من أهل الظاهر والدليل.
ودولة الظاهر قائمة على عبادة الله فى الظاهر وحسن رعاية حقوق الله تعالى فيما يتعلق بأمور الحياة الدنيا الظاهرة, وكل الأعمال الظاهرة التى تدرك بالحواس الظاهرة عبادة كانت أو عادة فهى من دولة الظاهر.
أما دولة أهل الباطن عند صوفية الإسلام فتقوم على الأعمال القلبية , وتعتمد على قوى القلب والروح ومفاهيمها الإسلامية.
بخلاف الطائفة الباطنية الشيعية الخبيثة فتقوم على مفهوم الإمامة الباطنية وتعتمد تحريف النصوص والغلو فى تأويلها.
وبخلاف الغنوصية الفلسفية فتقوم على قوى النفس والاستبطان العقلى.
وختاما فليس الشأن أن تعرف عن دولة أهل الباطن, وإنما الشأن أن تكون منهم. كما أشارت إلى ذلك الواقعة الشهيرة لسيدى أبى الحسن الشاذلى مع شيخه سيدى ابن مشيش عندما سأله عن القطب.