لا إكراه في الدين ولو بقوة مقام الجلال

 كتب : أبو صهيب الحجيري
لا إكراه في الدين ولو بقوة مقام الجلال
لو تجلى سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بتجلي جلاله النوراني على كل كافر في الأرض لأذعن وآمن ودخل التوحيد في قلبه لكنه -صلى الله عليخ وآله وسلم- مأمور من الله تعالى أن لا يكره أحدا من الناس على الإيمان بقوة حاله الشريف ولا بقوة سيفه: { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 256].
ولو حصل الإكراه لبطل التكليف ولكان الإيمان بالقهر والجبر، وهذا على خلاف الحكمة الإلهية : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [يونس: 99].
ولاستيلاء الرحمة الشاملة الكاملة في قلب سيدنا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ورأفته بالخلق كان له استشراف لهداية الخلق ولو بالتجلي الجلالي، لكن الله تعالى يقول له وهو العليم الحكيم: { أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ } [يونس: 99].
واقرأ هذا النور المبين: {طسم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 1 - 4].
من حكمة الله تعالى أن جعل للإنس والجن لهم اختيار في دخول الجنة أو النار، وقد بين الله تعالى طريق كل بوضوح تام.
ووظيفة الأنبياء والرسل البلاغ عن الله تعالى بأتم ما يكون البلاغ.