مناظرات ثم تكفير ثم تفجير

 مناظرات ثم تكفير ثم تفجير
كتبه / أبو صهيب الحجيري الأزهري
برع المستشرقون في دراسة علوم الشرق براعة فائقة، ودرسوا كل علوم الشرق وأقصد بالشرق عنها (المسلمين بكل طوائفهم) وكتبوا في ذلك ألوف المجلدات عن القرآن والسنة والتاريخ والفقه واللغة والتصوف والفرق الإسلامية وعلم الاجتماع والفلسفة ، حتى صار كثير من أبحاثهم مراجعا مهمة حتى للمسلمين أنفسهم.
وجل علماء الشرقيات كانوا من أصول يهودية ، أو موالون لليهود، وهذه الأبحاث كانت لها صلة تامة بأعمال الجاسوسية والمخابرات، لأنها عبارة عن دراسة موسعة لنقاط الضعف والقوة عند المسلمين.
المهم:
وهنا أود أن أشير إلى دراسة المستشرقين للفرق والطوائف.
فقد أدرك المستشرقون أن بداية تفكيك المجتمعات الشرقية هو كلمة واحدة أشد من طلاسم السحر، وأقوى من القنابل (النووية والهيدروجينة) وهي قاعدة (فرق تسد)؟
وكده كده المسلمون فيهم طوائف وفرق، ما عليك إلا أن تغذي هذه الفرق وتعمل على توسيع الخرق (الموجود أصلا).
طيب خل بالك:
أكبر الطوائف هما أهل السنة والجماعة ثم يليهم الشيعة سواء كانوا إمامية أو زيدية.
أهل السنة والجماعة طبعا لكل دارس هم ( الأشاعرة والماتريدية ).
لكن هذا المعروف والمعلوم ضاع عند كثير من الناس، وأصبح أهل السنة والجماعة هم (الوهابية بفرقها سلفية على جهاد على جماعة إسلامية على إخوان ........... إلخ).
وحسك عينك تقول لي ليه حشرت جماعة الإخوان معاهم ؟؟؟؟؟
فمنذ ظهور الحركة الوهايبة بدأ العد التنازلي في اختطاف مصطلح (أهل السنة والجماعة) إلى عصرنا هذا.
فالعشر سنوات الماضية صارت الوهابية وملحقاتها هم أهل السنة والجماعة عند العامة وكثير وكثير من طلبة العلم حتى الشيوخ في المدارس الكبرى كالأزهر والزيتونة ووصل منهم لأماكن مرموقة في المناصب.
والسؤال كيف يتم تحريك الوهابية والشيعة وإعداد خطة محكمة للوصول بهم إلى القتال المسلح؟
قاموا بعمل قنوات فضائية مشبوهة ومقرها في الغرب ومنها قناة (المستقلة) وبعض برامج (الجزيرة) ثم عدة قنوات للوهابية وكان نصيب الأسد من هذه القنوات (بلد الأزهر الشريف).
ثم عمل بعض القنوات للشيعة يمارسون فيها عمليات الشحن الطائفي.
وكانت المناظرات من أحد أهم البرامج التي تزاع على هذه القنوات بين أهل السنة والجماعة اللي هما مين يا جماعة؟ اللي هما (الوهابية) صاحبة التاريخ العريق في (التكفير والتفسيق والتبديع) وبين (الشيعة) اللي هما أصلا يطلقون على أهل السنة (الصح صح) نواصب، يعني إيه نواصب يعني (اللي بيكرهوا أهل البيت رضي الله عنهم)، طيب فما بالك الوهابية طبعا هؤلاء بالنسبة للشيعة (كفااااااااااار).
فكانت المناظرات حامية الوطيس كل من الوهابي والشيعي يتبارى بتكفير الآخر.
وطبعا المناظرات ليس المقود منها معرفة الحق من الباطل، وإنما المقصود القيام بأكبر عملية برمجة للمشاهدين والمشاهدات والمتابعين والمتابعات.
فالمشاهد الطيب الغلبان إما أنه تشيع أو توهب.
طبعا يا حبيبي هنا في رصد وتتبع وتحليل من رجال الجاسوسية والمخابرات وأصحاب المصالح ومشروع دولة اليهود الكبرى من النيل للفرات وعاصمتها (أورشليم) يعني (القدس الشريف).  
إن المستشرقين اليهود درسوا بعناية فائقة الفتن التي وقعت بين السنة والشيعة عبر التاريخ، وعملوا على إحيائها في عصر الصواريخ والدبابات، فالخطة سهلة جدا، وهي زرع جواسيسهم بين صفوف هؤلاء وهؤلاء للجهر في الفضائيات بمعتقدات الشيعة أو الوهابية التي اختطفت مصطلح (أهل السنة والجماعة)، فعقدوا عشرا المناظرات، وصنفت مئات المصنفات، ودشنت مئات المواقع على شبكات الأنترنت، وجرت بين الفريقين أشد صنوف التكفير والتفسيق، واتسع الخرق على الراتق، نظرا لوجود دول لكلا الفريقين، فالشيعة لهم دولة ولهم أتباع في أغلب دول أهل السنة والجماعة (الأشاعرة والماتريدية)، والوهابية (أهل السنة والجماعة الجدد) لهم دولة ولهم أتباع في كل دول العالم وساعدهم على نشر وهابيتهم الدينار والدرهم.
وحتى تتفهم معي خطر إزكاء نار الفتنة بين السنة والشيعة فاقرأ بعض هذه النصوص التي اخترها من بين مئات النصوص من التاريخ:
تاريخ الإسلام ت بشار (7/ 761)
-سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
فيها أوقع نجا، غلام سيف الدولة، بالروم فقتل وأسر.
وفيها جرت وقعة هائلة ببغداد في شعبان بين السنة والشيعة، وتعطلت الصلوات في الجوامع سوى جامع براثا الذي يأوي إليه الرافضة.
تاريخ الإسلام ت بشار (9/ 18)
-سنة ثمان وأربعمائة
وقعت الفتنة بين السنة والشيعة وتفاقمت، وعمل أهل نهر القلائين بابا على موضعهم، وعمل أهل الكرخ بابا على الدقاقين، وقتل طائفة على هذين البابين، فركب المقدام أبو مقاتل، وكان على الشرطة، ليدخل الكرخ، فمنعه أهلها وقاتلوه، فأحرق الدكاكين وأطراف نهر الدجاج، وما تهيأ له دخول..
تاريخ الإسلام ت بشار (9/ 607)
-سنة إحدى وأربعين وأربعمائة
تقدم إلى أهل الكرخ أن لا يعملوا مأتما يوم عاشوراء، فأخلفوا وجرى بين أهل السنة والشيعة ما زاد على الحد من القتل والجراحات.
هذه بعض النصوص التي وضعها المستشرقون تحت مجهر التحليل والتخطيط، وأقاموا خطتهم الماكرة للعمل على اقتتال السنة والشيعة قتالا يحقق مخطط الصهيونية العالمية.
فالعراق كانت مسرح أحداث ثمرة المناظرات والشحن الطائفي، فلقد درات حرب طاحنة بين العراق وبين إيران الشيعية قتل فيها ألوف من الفريقين، ودمرت فيه البنية التحتية، وخرب فيها الاقتصاد، درات حرب لمدة الثماني سنوات، أنفقت فيها ملايين الملايين على حرب أساسها الشحن الطائفي.
والمقصود من المخطط هو التمهيد لاستيلاء الصهيونية على العراق فهي غلى حسب أكاذيبهم من عندها تبدأ دولة (أورشليم) من الفرات للنيل.
وبالفعل تسارعت الأحداث وجاءت حرب العراق على الكويت ثم بعدها جاءت الداهية الدهماء والفتنة العمياء التي انفتقت فتقا حير الحلماء وهي التحالف الدولي على تخريب وتدمير العراق تدميرا لن تقوم من بعده إلا أن يشاء الله تعالى، في هذا التحالف قد قتل أكثر من مليون عراقي وشرد الألوف في خارج وطنهم.
ولم استيقظ العراقيون من ضربات التحالف الدولي، قاتلوا بعضهم البعض بعد إدخال (الوهابية) المتمثلة في القاعدة والتي أصبحت داعش بعد ذلك.
فجرت المساجد والحسينيات وهدمت قباب كبار أهل البيت ونبشت قبور وأكلت الأكباد.
خل بالك:
العراق بلد متعددة الطوائف والأعراق، أكلته الفتنة حتى لا يدري القاتل لم قتل، والمقتول لم قتل.
وكل هذا كثير من الناس لا يبصرون من عدوهم الحقيقي، فبدلا من أن يوجه عداؤه لمن دنسوا المقدسات واحتلوا الأرض وهم اليهود، أصبحوا يقاتلون بعضهم البعض . 
اللهم اجبر كسر أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.