الأجوبة الخفيفة فى علم التوحيد - سؤال وجواب
الشيخ عبد الله التليدي
ثالثا ـ السمعيات
بسم الله نستمد منه القوة وبعد: فلما كان فناء هذا العالم الذي تتيه فيه مدارك العقلاء أمراً محققا عقلا ونقلا, أما العقل فإن العالم له مبدأ فلابد له من نهاية لاستحالة أول بلا نهاية, ولأن القواعد المقررة العقلية عند الحكماء أن المركب من عناصر متباينة مثل هذا العالم بجميع أنواعه لابد يوما ما أن كل عنصر يرجع إلي حقيقته وأصله وذلك مشاهد محسوس, وأما النقل كقوله تعالي (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقد اختلف الناس في إعادة هذا العالم فمنهم المعتدل الذي حكم بالإنصاف غير متحيز لاعتقاد ولا لتعليم أب ولا لتلقين معلم ينشد الحق لذاته أبداً وذلك هم أهل الكتاب يحكمون بالإعادة يوم الدينونة الكبرى والحساب الأعظم, ومنهم المتطرف الذي حكم العقل بلا مرشد للحق فضل وغوي فقال: إن هذا العالم ليس له معاد ولا رجوع وهذا لم يتبع دينا ولا رسولا
أما دليل الأول فهو سمعي أكثر منه عقلي ولذلك سميث بالسمعيات, وهو أنه إذا كان الله خلقنا من تراب وماء أولا ولم تكن شيئا مذكورا فلأن يعيدنا كما بدأنا أولي فالمنصف لا يحكم بغير ذلك وأيضاً نري أن في هذا العالم ظالم ومظلوم وطائع وعاص فلا يصح إلا أن يكون هناك يوم تجتمع فيه الخصوم ويحكم بينهم بالعدل. ويجازي المطيع للأوامر السماوية جزاء طاعته, ويجزي المسيء جزاء إساءته وهو يوم الحساب يوم القيامة, والأدلة السمعية كثيرة منها قول الله تعالي: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) وقال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه (شتمني ابن آدم وما ينبغي أن يشتمني وكذبني ابن آدم وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولداً, وأما تكذيبه فقوله لن يعيدني كما بدأني) وبما أن من أخبرنا بهذا المغيبات هم الأنبياء الذين ثبت صدقهم بالدليل العقلي السابق في النبويات فيجب اتباعهم ونبذ ما عدا ذلك ظهريا
فنشرع في السمعيات بقوة الله المتين فنقول
س- ما هي السمعيات وما حكمها وكم أمر هي؟
ج- السمعيات هي كل ما تعلق بغير الله وأنبيائه مما ذكر سابقاً وحكمها الوجوب العيني علي كل مسلم ومسلمة وهي إحدى وعشرون شيئا: الإيمان بسائر الأنبياء والرسل والملائكة, والكتب السماوية, وظهور المسيخ الدجال, ونزول المسيح, وخروج الدابة. ونفختي إسرافيل, وموت جميع العالم, وذات يوم القيامة, والحشر, والنشر, والموقف العظيم, وشفاعة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم. والحساب والميزان, والصراط , والنار, والجنة, والخلود بلا موت ولا فوت, ورؤية ربنا بالجنة.
س- قد قدمت الأنبياء وما يتعلق بهم فما هم الملائكة وما الواجب معرفته منهم؟
ج- الملائكة أجسام نورانية لطيفة سفراء الله لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون ولا يتناسلون لا يعصون الله ما أمرهم ولا يحاسبون ولا يعاقبون ويدخلون الجنة مع المتقين وهم بالغون في الكثرة حداً لا يعلمه إلا الله تعالي والواجب معرفته تفصيلا منهم عشرة, جبرائيل, وميكائيل, وإسرافيل, وعزرائيل ومنكر ونكير. ورضوان. ومالك, ورقيب, وعتيد. والواجب معرفته بنوعه كحملة العرش والحفظة.
س- ما هي الكتب السماوية وما الواجب معرفته منها؟
ج- الكتب السماوية هي المنزلة من قبل الله علي لسان رسله لإرشاد الناس إلي إصلاح المعايش والمعاد, وفي القرآن تحدي الله جل شأنه أئمة الفصاحة بأقصر سورة منه وهي كثيرة والواجب معرفته تفصيلا أربعة: التوراة لموسي والزبور لداود, والإنجيل لعيسى والقرآن لمولانا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
س- من هو المسيخ وكيف يظهر ومن هو المسيح علي نبيا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
ج- المسيخ هو رجل أعور مبالغ في أوصافه بالعظم والوقاحة ضال مضل وعلامة مجيئه أن السماء والأرض يمسكان عما يجودان به الثلث أولا ثم ينقص الثلثان ثم الكل فيظهر إذن ويدعي الألهوية ومعه جنه ونار ومكتوب بين عينيه كافر فمن آمن به أدخله جنته وهي نار ومن كفر به أدخله ناره وهي جنه ويمكث أربعين يوماً يسوح في الأرض نعوذ بالله من فتنته ثم ينزل المسيح وهو عيسى بن مريم فيحكم يشرع محمد صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.
س- ما هي الدابة ونفختا إسرافيل؟
ج- هي الجساسة وتخرج من الصفا كما في بعض الروايات تكلمهم (أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وتختم المؤمن والكافر. لا يدركها طالب, ولا يفوتها هارب, وجاء في أوصافها آثار كثيرة والنفخة الأولي لإسرافيل يموت بها كل من في السموات والأرض, والنفخة الثانية يقوم بها جميع من سيحاسبون وهذا قوله جل شأنه (ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون).
س- ما هو النشر والحشر والموقف والشفاعة والحساب؟
ج- النشر هو إحياء الناس جميعاً من قبورهم, والحشر سوقهم إلي الموقف, والموقف هو صعيد واحد متسع الأرجاء تجتمع فيه الخلائق للحساب فتدنو الشمس من رؤوسهم حتى يتمنون الإنصراف ولو إلي النار فهناك الشدة والخوف فتري الناس سكارى وما هم بسكارى بل حيارى من الفزع الأكبر والهول العظيم (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمريء منهم يومئذ شأن يغنيه) فإذا بلغت الروح الحلقوم تذكروا الخلاص والخروج من هذا المأزق الضيق فهناك الفضائل والرفعة والهيبة والمقام الأعظم لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع في فصل القضاء وهي الشفاعة العظمي فيساقون للحساب فمنهم من يحاسب حساباً يسيرا, ومنهم من يقول يا ليتها كانت القاضية فتبيض وجوه وتسود وجوه فلا يترك نقير ولا قطمير, فمنا من يعامل بالعدل, ومنا من يعامل بمحض الفضل, فكل الناس يرجون ويبتغون فاللهم ليس لنا إلا أنت نعوذ برحمتك من عذابك, ونهرب من نقمتك إلي عفوك آمين.
س- ما هو الميزان والصراط والنار والجنة والخلود ورؤية ربنا تبارك وتعالي؟
ج- الميزان هو آلة حقيقية توازن فيها الأعمال ومحررها جبرائيل, والصراط جسر مضروب علي متن جهنم, فالنار بين الموقف ومكان الحساب وبين الجنة وهذا معني قوله جل شأنه (وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضياً) والنار دار جزاء للعصاة لأوامر الله, والجنة دار ثواب لمن أطلع الله, ومتى تم الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار, يؤتي بالموت علي صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل النار خلود بلا موت ويا أهل الجنة خلود بلا موت. مما يمتن الله سبحانه وتعالي علي عباده المطيعين في الجنة رؤيته سبحانه وتعالي قال (وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة) فاللهم متعنا بالنظر إلي وجهك الكريم, وأكرم مثوانا وأحسن نزلنا يوم الضيق العظيم, وعاملنا باللطف والإحسان فأنت أهله بحق سيدنا محمد وآله وصحبه, واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين.
وصل اللهم علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم.
هذا ما أردت جمعه في التوحيد بعون الملك المعبود.
الشيخ عبد الله التليدي
ثالثا ـ السمعيات
بسم الله نستمد منه القوة وبعد: فلما كان فناء هذا العالم الذي تتيه فيه مدارك العقلاء أمراً محققا عقلا ونقلا, أما العقل فإن العالم له مبدأ فلابد له من نهاية لاستحالة أول بلا نهاية, ولأن القواعد المقررة العقلية عند الحكماء أن المركب من عناصر متباينة مثل هذا العالم بجميع أنواعه لابد يوما ما أن كل عنصر يرجع إلي حقيقته وأصله وذلك مشاهد محسوس, وأما النقل كقوله تعالي (كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام) وقد اختلف الناس في إعادة هذا العالم فمنهم المعتدل الذي حكم بالإنصاف غير متحيز لاعتقاد ولا لتعليم أب ولا لتلقين معلم ينشد الحق لذاته أبداً وذلك هم أهل الكتاب يحكمون بالإعادة يوم الدينونة الكبرى والحساب الأعظم, ومنهم المتطرف الذي حكم العقل بلا مرشد للحق فضل وغوي فقال: إن هذا العالم ليس له معاد ولا رجوع وهذا لم يتبع دينا ولا رسولا
أما دليل الأول فهو سمعي أكثر منه عقلي ولذلك سميث بالسمعيات, وهو أنه إذا كان الله خلقنا من تراب وماء أولا ولم تكن شيئا مذكورا فلأن يعيدنا كما بدأنا أولي فالمنصف لا يحكم بغير ذلك وأيضاً نري أن في هذا العالم ظالم ومظلوم وطائع وعاص فلا يصح إلا أن يكون هناك يوم تجتمع فيه الخصوم ويحكم بينهم بالعدل. ويجازي المطيع للأوامر السماوية جزاء طاعته, ويجزي المسيء جزاء إساءته وهو يوم الحساب يوم القيامة, والأدلة السمعية كثيرة منها قول الله تعالي: (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) وقال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه (شتمني ابن آدم وما ينبغي أن يشتمني وكذبني ابن آدم وما ينبغي له. أما شتمه فقوله: إن لي ولداً, وأما تكذيبه فقوله لن يعيدني كما بدأني) وبما أن من أخبرنا بهذا المغيبات هم الأنبياء الذين ثبت صدقهم بالدليل العقلي السابق في النبويات فيجب اتباعهم ونبذ ما عدا ذلك ظهريا
فنشرع في السمعيات بقوة الله المتين فنقول
س- ما هي السمعيات وما حكمها وكم أمر هي؟
ج- السمعيات هي كل ما تعلق بغير الله وأنبيائه مما ذكر سابقاً وحكمها الوجوب العيني علي كل مسلم ومسلمة وهي إحدى وعشرون شيئا: الإيمان بسائر الأنبياء والرسل والملائكة, والكتب السماوية, وظهور المسيخ الدجال, ونزول المسيح, وخروج الدابة. ونفختي إسرافيل, وموت جميع العالم, وذات يوم القيامة, والحشر, والنشر, والموقف العظيم, وشفاعة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم. والحساب والميزان, والصراط , والنار, والجنة, والخلود بلا موت ولا فوت, ورؤية ربنا بالجنة.
س- قد قدمت الأنبياء وما يتعلق بهم فما هم الملائكة وما الواجب معرفته منهم؟
ج- الملائكة أجسام نورانية لطيفة سفراء الله لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون ولا يتناسلون لا يعصون الله ما أمرهم ولا يحاسبون ولا يعاقبون ويدخلون الجنة مع المتقين وهم بالغون في الكثرة حداً لا يعلمه إلا الله تعالي والواجب معرفته تفصيلا منهم عشرة, جبرائيل, وميكائيل, وإسرافيل, وعزرائيل ومنكر ونكير. ورضوان. ومالك, ورقيب, وعتيد. والواجب معرفته بنوعه كحملة العرش والحفظة.
س- ما هي الكتب السماوية وما الواجب معرفته منها؟
ج- الكتب السماوية هي المنزلة من قبل الله علي لسان رسله لإرشاد الناس إلي إصلاح المعايش والمعاد, وفي القرآن تحدي الله جل شأنه أئمة الفصاحة بأقصر سورة منه وهي كثيرة والواجب معرفته تفصيلا أربعة: التوراة لموسي والزبور لداود, والإنجيل لعيسى والقرآن لمولانا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
س- من هو المسيخ وكيف يظهر ومن هو المسيح علي نبيا وعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؟
ج- المسيخ هو رجل أعور مبالغ في أوصافه بالعظم والوقاحة ضال مضل وعلامة مجيئه أن السماء والأرض يمسكان عما يجودان به الثلث أولا ثم ينقص الثلثان ثم الكل فيظهر إذن ويدعي الألهوية ومعه جنه ونار ومكتوب بين عينيه كافر فمن آمن به أدخله جنته وهي نار ومن كفر به أدخله ناره وهي جنه ويمكث أربعين يوماً يسوح في الأرض نعوذ بالله من فتنته ثم ينزل المسيح وهو عيسى بن مريم فيحكم يشرع محمد صلى الله عليه وسلم أربعين سنة.
س- ما هي الدابة ونفختا إسرافيل؟
ج- هي الجساسة وتخرج من الصفا كما في بعض الروايات تكلمهم (أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وتختم المؤمن والكافر. لا يدركها طالب, ولا يفوتها هارب, وجاء في أوصافها آثار كثيرة والنفخة الأولي لإسرافيل يموت بها كل من في السموات والأرض, والنفخة الثانية يقوم بها جميع من سيحاسبون وهذا قوله جل شأنه (ونفخ في الصور فصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون).
س- ما هو النشر والحشر والموقف والشفاعة والحساب؟
ج- النشر هو إحياء الناس جميعاً من قبورهم, والحشر سوقهم إلي الموقف, والموقف هو صعيد واحد متسع الأرجاء تجتمع فيه الخلائق للحساب فتدنو الشمس من رؤوسهم حتى يتمنون الإنصراف ولو إلي النار فهناك الشدة والخوف فتري الناس سكارى وما هم بسكارى بل حيارى من الفزع الأكبر والهول العظيم (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمريء منهم يومئذ شأن يغنيه) فإذا بلغت الروح الحلقوم تذكروا الخلاص والخروج من هذا المأزق الضيق فهناك الفضائل والرفعة والهيبة والمقام الأعظم لسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع في فصل القضاء وهي الشفاعة العظمي فيساقون للحساب فمنهم من يحاسب حساباً يسيرا, ومنهم من يقول يا ليتها كانت القاضية فتبيض وجوه وتسود وجوه فلا يترك نقير ولا قطمير, فمنا من يعامل بالعدل, ومنا من يعامل بمحض الفضل, فكل الناس يرجون ويبتغون فاللهم ليس لنا إلا أنت نعوذ برحمتك من عذابك, ونهرب من نقمتك إلي عفوك آمين.
س- ما هو الميزان والصراط والنار والجنة والخلود ورؤية ربنا تبارك وتعالي؟
ج- الميزان هو آلة حقيقية توازن فيها الأعمال ومحررها جبرائيل, والصراط جسر مضروب علي متن جهنم, فالنار بين الموقف ومكان الحساب وبين الجنة وهذا معني قوله جل شأنه (وإن منكم إلا واردها كان علي ربك حتما مقضياً) والنار دار جزاء للعصاة لأوامر الله, والجنة دار ثواب لمن أطلع الله, ومتى تم الحساب ودخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار, يؤتي بالموت علي صورة كبش فيذبح بين الجنة والنار ثم يقال يا أهل النار خلود بلا موت ويا أهل الجنة خلود بلا موت. مما يمتن الله سبحانه وتعالي علي عباده المطيعين في الجنة رؤيته سبحانه وتعالي قال (وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة) فاللهم متعنا بالنظر إلي وجهك الكريم, وأكرم مثوانا وأحسن نزلنا يوم الضيق العظيم, وعاملنا باللطف والإحسان فأنت أهله بحق سيدنا محمد وآله وصحبه, واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين.
وصل اللهم علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبه وسلم.
هذا ما أردت جمعه في التوحيد بعون الملك المعبود.