وان تباعد الزمان بين الوهابية والخوارج..إلا أن أوجه التشابه واحده
1-لقد خرج الخوارج في الماضي عن طاعة أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - وكفروه وكفروا المسلمين معه، فكان كل ضحاياهم من المسلمين، ولم يقتلوا يهوديا واحدا ولا نصرانيا ولا كافرا واحدا، بل وجهوا جام حقدهم وقساوتهم ووحشيتهم ضد المسلمين، فقتلوا الرجال والشيوخ والأطفال والنساء حتى بقروا بطون الحوامل من النساء المسلمات... وكان من ضحايا كفرهم وضلالهم) ، أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - حيث ضرجوه بدمائه الطاهرة وهو ساجد لله في محرابه.
- أما في العصر الحديث منذ ما يقارب القرنين تقريبا عاد الشيطان ليخرج قرنه من جديد من المنطقة التي حذر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا وهي منطقة نجد تحت اسم " الوهابية " تارة و " السلفية " تارة أخرى، الذين يقرؤون القران ولكن لا يتجاوز حناجرهم. وكما فعل أسلافهم من الخوارج، فعلوا هم أيضا فكان جل ضحاياهم من المسلمين الموحدين... فهم لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة.
2-الخوارج عدّوا مرتكب الكبيرة كافر.
- أما الوهابية فقد كفّروا المسلمين على ما عدوه من الذنوب.
3-حكم الخوارج على دار الإسلام إذا ظهرت فيها الكبائر أنها دار حرب، وحل منها ما كان يحل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من دار الحرب، أي تهدر دماؤهم وأموالهم.
- أما الوهابية حكموا على دار الإسلام وان كان أهلها من اعبد الناس لله تعالى وأكثرهم صلاحا، إذا كانوا يعتقدون جواز السفر لزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومشاهد الصالحين ويطلبون منهم الشفاعة.
4-الخوارج لما قرؤوا قوله تعالى (إن الحكم إلا لله) قالوا من أجاز التحكيم فقد أشرك بالله تعالى، واتخذوا شعارهم (لا حكم إلا لله) كلمه حق يراد بها باطل. فقولهم هذا جمود وجهل كبير، فالتحكيم في الخصومات ثابت في القرآن الكريم وفى بداهة العقول وفي السنة النبوية وسيره الرسول والصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -.
- أما الوهابية لما قرؤوا قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) وقوله تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) و (لا يشفعون إلا لمن ارتضى) ، قالوا: إن من قال بجواز طلب الشفاعة من النبي - صلى الله عليه وسلم - والصالحين فقد أشرك بالله، ومن قصد زيارة النبي ومن سأله الشفاعة فقد عبده واتخذه إلها من دون الله، فكان شعارهم (لا معبود إلا الله) و (لا شفاعة إلا لله) ، وهى كلمه حق يراد بها باطل، وهى جمود أيضا وجهل كبير، وجواز هذه الأمور ثابت في سيره الصحابة والتابعين.
5-قال الشيخ ابن تيميه: الخوارج أول بدعه ظهرت في الإسلام فكفر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم.
- وهكذا الوهابية بدعة هذا العصر خصوصا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حذرنا من نجد فإنه يخرج منها قرن الشيطان فلو كان فيها غير الزلازل والفتن لما تكلم هذا انتبهوا يا من يبحث عن الحقيقة.
6-الكثير من الأحاديث الشريفة التي صحت في الخوارج ومروقهم
- هذه الأحاديث تنطبق على الوهابية أيضا.. ففي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: يخرج أناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق. قال القسطلانى في شرح هذا الحديث: من قبل المشرق: أي من جهة شرق المدينة كنجد وما بعدها.
ملاحظة: نجد هي مهد الوهابية وموطنها الأول الذي منه ظهرت وانتشرت.. وأيضا فان حلق الرؤوس كان شعارا للوهابية يأمرون به من اتبعهم وحتى النساء. ولم يكن هذا الشعار لأحد من أهل البدع قبلهم، لذا كان بعض العلماء المعاصرين لظهور الوهابية يقولون: (لا حاجه إلى التأليف في الرد على الوهابية، بل يكفى في الرد عليهم قوله (صلى الله عليه وسلم) : (سيماهم التحليق) فانه لم يفعله احد من المبتدعة غيرهم.
7-جاء في الحديث النبوي الشريف في وصف الخوارج: (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان.
- وهذا هو حال الوهابية تماما، ليس لهم ضحايا تذكر كما هم من أهل القبلة، ولم يعرف في تاريخهم أنهم قصدوا أهل الأوثان بحرب أو عزموا على ذلك، بل لم يدخل ذلك في مبادئهم وكتبهم التي امتلأت بوجوب قتال أهل ألقبله!! ملاحظة:
قد يظن البعض أن الوهابيون بأفغانستان يجاهدون ضد المشركين أما الحقيقة فهم وجدوا لدعم القتال بين السنة والشيعة وكانوا أداة أمريكا في المنطقة حتى إن تفجير برجي التجارة العالميين كانا لصالح أعداء الدين وبمساعدتهم فهي أهم ورقة خرجت في العصر لتسليط أعداء الإسلام على الإسلام.
8- روى البخاري عن ابن عمر انه قال في وصف الخوارج: (أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين) وورد عن ابن عباس انه قال: (لا تكونوا كالخوارج، تأولوا آيات القرآن في أهل القبلة، وإنما أنزلت في أهل الكتاب والمشركين، فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتبهوا الأموال.
- وهذا هو شان الوهابية، انطلقوا إلى الآيات النازلة في عبده الأوثان فجعلوها على المؤمنين، بهذا امتلأت كتبهم، وعليه قام مذهبهم.
*ملاحظة:
مما سبق يلاحظ أن الوهابية لعلهم شرّ الخوارج فالخوارج قديما نظروا إلى أمور اجمع المسلمون على أنها كبائر بينما ركز الوهابية على إعمال ليست هي من الذنوب أصلا بل هي من المستحبات التي عمل بها السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بلا خلاف، كما تقدم بينه.