بحث قيم فى تحسين حديث خير اجناد الارض

بسم الله الرحمن الرحيم  بحث قيم فى تحسين حديث خير اجناد الارض
لفضيلة الدكتور محمود عبد الجواد طه استاذ علم الحديث بجامعة الجوف.
عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد الأرض " فقال أبو بكر ولم يا رسول الله قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة ".
أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر ص189- والدارقطني في " المؤتلف والمختلف 2 / 1003 - ومن طريق الدارقطني أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 46 / 162
وأخرجه ابن زُولاق في " فضائل مصر ص83 وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع ص185 لابن يونس. جميعهم من طريق ابن لهيعة، عن الأسود بن مالك الحميري، عن بحير ابن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
ولقد ضُعِّف هذا الحديث لأجل ابن لهيعة وهو مختلف فيه وإن كنت أميل إلى ضعفه فإن من العلماء من حسن روايته، إلا أن هناك من العلماء من حسن حديثه، وعلى كل حال إن توبع على حديثه فإن ضعفه ينجبر وإن وجدنا له ما يشهد لأصل معناه فالحديث لن ينزل عن درجة الحسن، وهو ما وجدناه وإليكم شواهد حديث خير الأجناد منها ما هو قريب ومنها ما هو بعيد

الشاهد الأول:
أخرجه أبو يَعْلى في مسنده 3 / 1473 وعن أبي يَعْلى أخرجه ابن حبان في صحيح 15 / 6677 عن أَبي هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ، وَغَيْرُهُمَا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: " إِنَّكُمْ سَتَقْدُمُونَ عَلَى قَوْمٍ، جُعْدٌ رُءُوسُهُمْ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ، وَبَلاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ " يَعْنِي قُبْطَ مِصْر * قال ابن حجر العسقلاني: " رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى، قال الهيثمى 10 / 64 رجاله رجال الصحيح.
الشاهد الثاني:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى عِنْدَ وَفَاتِهِ، فَقَالَ: " اللَّهَ اللَّهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَيَكُونُ لَكُمْ عِدَّةً، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ "
أخرجه الطبراني في "الكبير 23 / 265 وهو في السلسة الصحيحة للألباني وقال: 3113،
وقال: هذا إسناد صحيح ولا أعلم له علة

الشاهد الثالث:
عن عمرو بن الحَمِق: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكون فتنة أسلم الناس فيها أو خير الناس فيها الجند الغربيّ قال: فلذلك قدمت عليكم مصر.
قال الهيثني في مجمع الزوائد 5 / 281 رواه الْبَزَّارُ، وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عُمَيْرَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُغَافِرِيِّ وَقَالَ الذَّهَبِيُّ: لَا يَدْرِي مَنْ هُوَ.
الشاهد الرابع:
عن تبيع بن عامر الكلاعيّ قال: أقبلت من الصائفة فلقيت أبا موسى الأشعريّ رضي الله عنه فقال لي: من أين أنت؟ فقلت: من أهل مصر، قال: من الجند الغربيّ؟ فقلت: نعم، قال: الجند الضعيف؟ قال: قلت: أهو الضعيف؟ قال: نعم، قال: أما إنه ما كادهم أحد إلا كفاهم الله مؤنته، اذهب إلى معاذ بن جبل حتى يحدّثك قال: فذهبت إلى معاذ بن جبل فقال لي: ما قال لك الشيخ فأخبرته، فقال لي: وأيّ شيء تذهب به إلى بلادك أحسن من هذا الحديث، أكتبت في أسفل ألواحك، فلما رجعت إلى معاذ أخبرني أن بذلك أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ".

الشاهد الخامس:
أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص21 سفيان بن هانئ، أخبره أن بعض أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم، أخبره أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، يقول: «إنكم ستكونون أجنادا وإن خير أجنادكم أهل الغرب منكم، فاتّقوا الله فى القبط

الشاهد السادس:
قال السيوطي في حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة ص16 وأخرج البزار في مسنده والطبراني بسند صحيح، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "إنكم ستجدون أجنادًا؛ جندًا بالشام ومصر والعراق واليمن".

السابع وغيره:
قال العجلوني في كشف الخفا 2 / 249 عند أبي محمد الحسن بن زُولاق في "فضائل مصر" له بلفظ: "مصر خزائن الأرض كلها؛ فمن أرادها بسوء قصمه الله تعالى". وعزاه في "الخطط" لبعض الكتب الإلهية، وكذا روي عن كعب الأحبار: "مصر بلد مُعفاة من الفتن من أرادها بسوء؛ كبه الله على وجهه".

وبناء على كل ما سبق وغيره فهو حديث حسن لغيره بمجموع شواهده
بل إن شواهد الواقع في حطين، وعين جالوت، والعاشر من رمضان، وحوادث آخر الزمان وفي ذكرها طول، وغير هذا تؤكد هذا المعنى. هذا.. والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم
وصلى الله على مولانا محمد وآله وصحبه وسلم

مجموعة احاديث تؤكد صدق حديث خير احناد الارض لمن يدعي ضعف الحديث
من يقول حديث خير أجناد الأرض حديث ضعيف نقول له توجد أحاديث كثيرة تأكد صحته والأحاديث التى تصنف كضعيفه غير باطلة وصنفت ضعيفة لعدم كفاية سندها وهذا احتياطا وتحرزا للدين على عكس الأحاديث الموضوعة.
وأحاديث النبي صلي الله عليه وسلم عن جند مصر كثيرة وعليها شواهد منها:
1- يروي أبن عبد الحكم في فتوح مصر، والدارقطني في المؤتلف والمختلف، وابن عساكر من طريقه.. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول (إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم خير أجناد الأرض. فقال أبو بكر ولم يارسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة) .
2- وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يسمي الجيش المصري بـ" الجند الغربي" والجند الغربي غرب المدينة فعن عمرو بن الحمقي الخزاعي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ستكون فتنة أسلم الناس فيها الجند الغربي) وكان عمرو بن الحمقي الخزاعي رضي الله عنه يقول (ولذلك جئتكم مصر) وأخرجه محمد بن الربيع الجيزي في مسند الصحابة الذين دخلوا مصر وزاد فيه (وأنتم الجند الغربي) .

3- وأخرج مسلم في صحيحه عن سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.. عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة» .
4- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح الجامع:
«لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة» .
5- وفي رواية لسلم "1037":
(لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ) .
6- عن يزيد بن أبي حبيب قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكون فتنة تشمل الناس كلهم لا يسلم منها إلا الجند الغربي.

7- وروي تبيع بن عامر القلاعي أنه جاء من الصائفة إلي أبي موسي الأشعري رضي الله عنه، فقال له أبو موسي من أين أنت؟ قال من أهل مصر قال أبو موسي (من الجند الغربي) ؟ قال نعم قال أبو موسي (الجند الضعيف؟) قال تبيع (أهو ضعيف؟) قال أبو موسي (نعم.. ما كاد لهم أحدا إلا أخذه الله ونصرهم عليهم)
ثم قال (إذهب إلي معاذ بن جبل يحدثك) فذهب تبيع إلي معاذ فقال له (ماذا قال لك الشيخ؟) قال تبيع فأخبرته بما قال.. فقال (وهل هناك أحسن من هذا الحديث ترجع به إلي بلدك؟)
أي أن معاذ أيده وأكد عليه فهذا هو الجيش المصري وهنا اشارة لضعفهم في انتصارهم بالله وأن الله يؤيدهم، وانهم يعلمون ان لا حول ولا قوة الا بالله.
8- ويقول ابن فضل العمري في "مسالك الابصار في ممالك الامصار":
والعجيب في جيش مصر أنه إنتصر على المغول الذين هزموا العالم شرقاً وغرباً فكم من فئة قليله غلبت فئة كثيرة بإذن الله وجيش مصر حينها كان نقطة في بحر من جيش جلال الدين بن خوارزم شاه الذى كان بدايته في إيران ونهايته في الصين وإنهزم جلال الدين وقتل أمه وإخواته البنات حتى لا يستولي عليهم العدو وأغرق نفسه. اهـ

ولم يقل أحد من المسلمين بأن الحديث الضعيف باطل لأن الباطل يعني المردود من أصله.. والحديث الضعيف لا يجوز رده بالجملة لكن لا يجوز الأخذ به في أمور أصول (الاعتقاد) .. وسبب عدم اعتماده ليس بطلانه أو جحوده ولكنه الاحتياط.. وعلة ذلك أن الضعيف سبب ضعفه هو عدم كفاية سنده من حيث القوة ولكن ربما كانت له أسانيد أقوى. .. وربما كان في أصله صحيحا ولكنننا لا نجرؤ على الجزم بذلك لعدم كفاية قوة السند الذي وصلنا - بينما له سند كالشمس إلا أنه لم يبلغنا - ولذلك كان وصفه بالضعيف احتياطا وتحرزا للدين فقط وليس ردا له كما هو الحال مع الحديث الموضوع.