يا محمداه ( شعار الصحابة فى معركة اليمامة )
الكامل في التاريخ ج2/ص218/219
ذكر مسيلمة وأهل اليمامة:
قد ذكرنا فيما تقدم مجيء مسيلمة إلى النبي فلما مات النبي وبعث أبوبكر السرايا إلى المرتدين أرسل عكرمة بن أبي جهل في عسكر إلى مسيلمة وأتبعه شرحبيل بن حسنة فعجل عكرمة ليذهب بصوتها فواقعهم فنكبوه وأقام شرحبيل بالطريق حين أدركه الخبر وكتب عكرمة إلى أبي بكر بالخبر فكتب إليه أبو بكر لا أرينك ولا تراني لا ترجعن فتوهن الناس امض إلى حذيفة وعرفجة فقاتل أهل عمان ومهرة ثم تسير أنت وجندك تستبرئون الناس حتى تلقى مهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت فكتب إلى شرحبيل يأمره بالمقام إلى أن يأتي خالد فإذا فرغوا من مسيلمة تلحق بعمرو بن العاص تعينه على قضاعة فلما رجع خالد من البطاح إلى أبي بكر واعتذر إليه فقبل عذره ورضي عنه ووجهه إلى مسيلمة وأوعب معه المهاجرين والأنصار وعلى الأنصار ثابت بن قيس بن شماس وعلى المهاجرين أبو حذيفة وزيد بن الخطاب وعلى القبائل على كل قبيلة رجل وأقام خالد بالبطاح ينتظر وصول البعث إليه
فلما وصلوا إليه سار إلى اليمامة وبنو حنيفة يومئذ كثيرون وكانت عدتهم أربعين ألف مقاتل في قراها وحجرها وعجل شرحبيل بن حسنة وفعل فعل عكرمة وبادر خالدا بقتال مسيلمة قبل قدوم خالد عليه فنكب فحاجز فلما قدم عليه خالد لامه خالد وأمد أبو بكر خالدا بسليط ليكون ردءا له لئلا يؤتى من خلفه فخرج فلما دنا من خالد وجد تلك الخيول التي انتابت تلك البلاد قد فرقوا فهربوا وكان منهم قريبا ردءا لهم وكان أبو بكر يقول لا أستعمل أهل بدر أدعهم حتى يلقوا الله بصالح أعمالهم فإن الله يدفع بهم وبالصالحين أكثر وأفضل مما ينتصر بهم وكان عمر يرى استعمالهم على الجند وغيره وكان مع مسيلمة نهار الرجال بن عنفوة وكان قد هاجر إلى النبي وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة وليشدد من أمر المسلمين فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة شهد له أنه سمع محمدا يقول إن مسيلمة قد أشرك معه فصدقوه واستجابوا له وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره وكان يؤذن له عبد الله بن النواجة والذي يقيم له حجير بن عمير فكان حجير يقول أشهد أن مسيلمة يزعم أنه رسول الله فقال مسيلمة
أفصح حجير فليس في المجمجة خير وهو أول من قالها وكان مما جاء به وذكر أنه وحي يا ضفدع بنت ضفدع نقي ما تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين.
الكامل في التاريخ ج2/ص220
وقال أيضا والمبديات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه والباغي فناوؤه وأتته امرأة فقالت إن نخلنا لسحيق وإن آبارنا لجرز فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد لأهل هزمان فسأل نهارا عن ذلك فذكر أن النبي دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه ومجه في الآبار ففاضت ماءا وأنجبت كل نخلة
وأطلعت فسيلا قصيرا مكمما ففعل مسيلمة ذلك فغار ماء الآبار ويبس النخل وإنما ظهر ذلك بعد مهلكه وقال له نهار أمر يدك على أولاد بني حنيفة مثل محمد ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم فقرع كل صبي مسح رأسه ولثغ كل صبي حنكه ونما استبان ذلك بعد مهلكه وقيل جاءه طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة فقال أشهد أنك الكاذب وأن محمدا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فقتل معه يوم عقرباء كافرا ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء وخرج إليه الناس وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأرا لهم في بني عامر فأخذه المسلمون وأصحابه فقتلهم خالد واستبقاه لشرفه في بني حنيفة وكانوا ما بين أربعين إلى ستين وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره فقال شرحبيل بن مسيلمة يا بني حنيفة قاتلوا فإن اليوم يوم الغيرة فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات وينكحن غير خطيبات فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم فاقتتلوا بعقرباء وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة وكانت قبله مع عبد الله بن حفص بن غانم فقتل فقالوا نخشى عليك من نفسك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس وكانت العرب على راياتهم ومجاعة
أسير مع أم تميم في فسطاطها والتقى الناس وكان أول من لقي المسلمين نهار الرجال بن عنفوة فقتل قتله زيد بن الخطاب.
الكامل في التاريخ ج2/ص221
واشتد القتال ولم يلق المسلمون حربا مثلها قط وانهزم المسلمون وخلص بنو حنيفة إلى مجاعة وإلى خالد فزال خالد عن الفسطاط ودخلوا الفسطاط إلى مجاعة وهو عند امرأة خالد وكان سلمه إليها فأرادوا قتلها فنهاهم مجاعة عن قتلها وقال أنا لها جار فنعمت الحرة فتركوها وقال لهم عليكم بالرجال فقطعوا الفسطاط ثم إن المسلمين تداعوا فقال ثابت بن قيس بئس ما عودتم
أنفسكم يا معشر المسلمين اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء يعني
أهل اليمامة وأعتذر إليك مما يصنع هؤلاء يعني المسلمين ثم قاتل حتى قتل وقال زيد بن الخطاب لا نحور بعد الرجال والله لا أتكلم اليوم حتى نهزمهم أو أقتل فأكلمه بحجتي غضوا أبصاركم وعضوا على أضراسكم أيها الناس واضربوا في عدوكم وامضوا قدما ففعلوا فردوهم إلى مصافهم حتى أعادوهم إلى أبعد من الغاية التي حيزوا إليها من عساكرهم وقال أبو حذيفة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال وحمل خالد في الناس حتى ردوهم إلى أبعد مما كانوا واشتد القتال وتذامرت بنو حنيفة وقاتلت قتالا شديدا وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين وتارة للكافرين وقتل سالم وأبو حذيفة وزيد بن الخطاب وغيرهم من أولي البصائر فلما رأى خالد ما الناس فيه قال امتازوا أيها الناس لنعلم بلاء كل حي ولنعلم من أين نؤتى فامتازوا وكان أهل البوادي قد جنبوا المهاجرين والأنصار وجنبهم المهاجرون والأنصار فلما امتازوا قال بعضهم لبعض اليوم يستحي
من الفرار فما رؤي يوم كان أعظم نكاية من ذلك اليوم ولم يدر أي الفريقين كان أعظم نكاية غير أن القتل كان في المهاجرين والأنصار وأهل القرى أكثر منهم في أهل البوادي وثبت مسيلمة فدارت رحاهم عليهم فعرف خالد أنها لا تركد إلا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة بمن قتل
منهم ثم برز خالد ودعا إلى البراز ونادى بشعارهم وكان شعارهم يا محمداه فلم يبرز إليه أحد إلا قتله ودارت رحى المسلمين وطحنت ودعا خالد مسيلمة فأجابه فعرض عليه أشياء مما يشتهي مسيلمة فكان إذا هم بجوابه أعرض بوجهه ليستشير شيطانه فينهاه أن يقبل فأعرض بوجهه مرة
وركبه خالد وأرهقه فأدبر وزال أصحابه وصاح خالد في الناس وقال دونكم لا تقيلوهم فركبوهم فكانت هزيمتهم.
الكامل في التاريخ ج2/ص218/219
ذكر مسيلمة وأهل اليمامة:
قد ذكرنا فيما تقدم مجيء مسيلمة إلى النبي فلما مات النبي وبعث أبوبكر السرايا إلى المرتدين أرسل عكرمة بن أبي جهل في عسكر إلى مسيلمة وأتبعه شرحبيل بن حسنة فعجل عكرمة ليذهب بصوتها فواقعهم فنكبوه وأقام شرحبيل بالطريق حين أدركه الخبر وكتب عكرمة إلى أبي بكر بالخبر فكتب إليه أبو بكر لا أرينك ولا تراني لا ترجعن فتوهن الناس امض إلى حذيفة وعرفجة فقاتل أهل عمان ومهرة ثم تسير أنت وجندك تستبرئون الناس حتى تلقى مهاجر بن أبي أمية باليمن وحضرموت فكتب إلى شرحبيل يأمره بالمقام إلى أن يأتي خالد فإذا فرغوا من مسيلمة تلحق بعمرو بن العاص تعينه على قضاعة فلما رجع خالد من البطاح إلى أبي بكر واعتذر إليه فقبل عذره ورضي عنه ووجهه إلى مسيلمة وأوعب معه المهاجرين والأنصار وعلى الأنصار ثابت بن قيس بن شماس وعلى المهاجرين أبو حذيفة وزيد بن الخطاب وعلى القبائل على كل قبيلة رجل وأقام خالد بالبطاح ينتظر وصول البعث إليه
فلما وصلوا إليه سار إلى اليمامة وبنو حنيفة يومئذ كثيرون وكانت عدتهم أربعين ألف مقاتل في قراها وحجرها وعجل شرحبيل بن حسنة وفعل فعل عكرمة وبادر خالدا بقتال مسيلمة قبل قدوم خالد عليه فنكب فحاجز فلما قدم عليه خالد لامه خالد وأمد أبو بكر خالدا بسليط ليكون ردءا له لئلا يؤتى من خلفه فخرج فلما دنا من خالد وجد تلك الخيول التي انتابت تلك البلاد قد فرقوا فهربوا وكان منهم قريبا ردءا لهم وكان أبو بكر يقول لا أستعمل أهل بدر أدعهم حتى يلقوا الله بصالح أعمالهم فإن الله يدفع بهم وبالصالحين أكثر وأفضل مما ينتصر بهم وكان عمر يرى استعمالهم على الجند وغيره وكان مع مسيلمة نهار الرجال بن عنفوة وكان قد هاجر إلى النبي وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه معلما لأهل اليمامة وليشغب على مسيلمة وليشدد من أمر المسلمين فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة شهد له أنه سمع محمدا يقول إن مسيلمة قد أشرك معه فصدقوه واستجابوا له وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره وكان يؤذن له عبد الله بن النواجة والذي يقيم له حجير بن عمير فكان حجير يقول أشهد أن مسيلمة يزعم أنه رسول الله فقال مسيلمة
أفصح حجير فليس في المجمجة خير وهو أول من قالها وكان مما جاء به وذكر أنه وحي يا ضفدع بنت ضفدع نقي ما تنقين أعلاك في الماء وأسفلك في الطين لا الشارب تمنعين ولا الماء تكدرين.
الكامل في التاريخ ج2/ص220
وقال أيضا والمبديات زرعا والحاصدات حصدا والذاريات قمحا والطاحنات طحنا والخابزات خبزا والثاردات ثردا واللاقمات لقما إهالة وسمنا لقد فضلتم على أهل الوبر وما سبقكم أهل المدر ريفكم فامنعوه والمعتر فآووه والباغي فناوؤه وأتته امرأة فقالت إن نخلنا لسحيق وإن آبارنا لجرز فادع الله لمائنا ونخلنا كما دعا محمد لأهل هزمان فسأل نهارا عن ذلك فذكر أن النبي دعا لهم وأخذ من ماء آبارهم فتمضمض منه ومجه في الآبار ففاضت ماءا وأنجبت كل نخلة
وأطلعت فسيلا قصيرا مكمما ففعل مسيلمة ذلك فغار ماء الآبار ويبس النخل وإنما ظهر ذلك بعد مهلكه وقال له نهار أمر يدك على أولاد بني حنيفة مثل محمد ففعل وأمر يده على رؤوسهم وحنكهم فقرع كل صبي مسح رأسه ولثغ كل صبي حنكه ونما استبان ذلك بعد مهلكه وقيل جاءه طلحة النمري فسأله عن حاله فأخبره أنه يأتيه رجل في ظلمة فقال أشهد أنك الكاذب وأن محمدا صادق ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر فقتل معه يوم عقرباء كافرا ولما بلغ مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء وخرج إليه الناس وخرج مجاعة بن مرارة في سرية يطلب ثأرا لهم في بني عامر فأخذه المسلمون وأصحابه فقتلهم خالد واستبقاه لشرفه في بني حنيفة وكانوا ما بين أربعين إلى ستين وترك مسيلمة الأموال وراء ظهره فقال شرحبيل بن مسيلمة يا بني حنيفة قاتلوا فإن اليوم يوم الغيرة فإن انهزمتم تستردف النساء سبيات وينكحن غير خطيبات فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم فاقتتلوا بعقرباء وكانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة وكانت قبله مع عبد الله بن حفص بن غانم فقتل فقالوا نخشى عليك من نفسك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس وكانت العرب على راياتهم ومجاعة
أسير مع أم تميم في فسطاطها والتقى الناس وكان أول من لقي المسلمين نهار الرجال بن عنفوة فقتل قتله زيد بن الخطاب.
الكامل في التاريخ ج2/ص221
واشتد القتال ولم يلق المسلمون حربا مثلها قط وانهزم المسلمون وخلص بنو حنيفة إلى مجاعة وإلى خالد فزال خالد عن الفسطاط ودخلوا الفسطاط إلى مجاعة وهو عند امرأة خالد وكان سلمه إليها فأرادوا قتلها فنهاهم مجاعة عن قتلها وقال أنا لها جار فنعمت الحرة فتركوها وقال لهم عليكم بالرجال فقطعوا الفسطاط ثم إن المسلمين تداعوا فقال ثابت بن قيس بئس ما عودتم
أنفسكم يا معشر المسلمين اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء يعني
أهل اليمامة وأعتذر إليك مما يصنع هؤلاء يعني المسلمين ثم قاتل حتى قتل وقال زيد بن الخطاب لا نحور بعد الرجال والله لا أتكلم اليوم حتى نهزمهم أو أقتل فأكلمه بحجتي غضوا أبصاركم وعضوا على أضراسكم أيها الناس واضربوا في عدوكم وامضوا قدما ففعلوا فردوهم إلى مصافهم حتى أعادوهم إلى أبعد من الغاية التي حيزوا إليها من عساكرهم وقال أبو حذيفة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال وحمل خالد في الناس حتى ردوهم إلى أبعد مما كانوا واشتد القتال وتذامرت بنو حنيفة وقاتلت قتالا شديدا وكانت الحرب يومئذ تارة للمسلمين وتارة للكافرين وقتل سالم وأبو حذيفة وزيد بن الخطاب وغيرهم من أولي البصائر فلما رأى خالد ما الناس فيه قال امتازوا أيها الناس لنعلم بلاء كل حي ولنعلم من أين نؤتى فامتازوا وكان أهل البوادي قد جنبوا المهاجرين والأنصار وجنبهم المهاجرون والأنصار فلما امتازوا قال بعضهم لبعض اليوم يستحي
من الفرار فما رؤي يوم كان أعظم نكاية من ذلك اليوم ولم يدر أي الفريقين كان أعظم نكاية غير أن القتل كان في المهاجرين والأنصار وأهل القرى أكثر منهم في أهل البوادي وثبت مسيلمة فدارت رحاهم عليهم فعرف خالد أنها لا تركد إلا بقتل مسيلمة ولم تحفل بنو حنيفة بمن قتل
منهم ثم برز خالد ودعا إلى البراز ونادى بشعارهم وكان شعارهم يا محمداه فلم يبرز إليه أحد إلا قتله ودارت رحى المسلمين وطحنت ودعا خالد مسيلمة فأجابه فعرض عليه أشياء مما يشتهي مسيلمة فكان إذا هم بجوابه أعرض بوجهه ليستشير شيطانه فينهاه أن يقبل فأعرض بوجهه مرة
وركبه خالد وأرهقه فأدبر وزال أصحابه وصاح خالد في الناس وقال دونكم لا تقيلوهم فركبوهم فكانت هزيمتهم.